رسالة من معلمة متألمة...
ليندا الصفدي – معلمة في
المدرسة الثانوية الشاملة – مجدل شمس – 08\03\2010
كفى للتملّق.. كفى لعدم الاهتمام والإهمال.. كفى للمحافظة على الكرسي أو ساعات
التفرّغ.. كفى لطمر الرأس بالرمل كالنعامة...
أنا معلمة منذ 23 سنة أعمل في المدرسة الثانوية الشاملة في مجدل شمس. تعلمت لأكون
معلمة. أحببت عملي وما زلت!! (ربما). أعتبره جزءا من شخصيتي وحياتي ومصدر متعتي
بالحياة قبل أن يكون مصدر رزقي.
ولكن بالسنوات الأخيرة تحول عملي ومكان العمل إلى كابوس مخيف لا يرضي قيمي ومبادئي،
حتى أصبح يؤثر على نفيستي وصحتي، لأنني أصبحت أشعر أن ما أقوم به غير صالح وغير
نافع. لست أعرف لماذا.. ربما لأنه:
• منذ أن أصبح المعلم يعنّف أمام الطلاب، أو يحقق معه لشيء قاله أو فعله.. أصبح
العمل كابوساً.
• منذ أن أصبح المعلم الذي يبدي برأيه بقضايا هامة في المدرسة، مثل الدفاع عن
المعلمين الجيدين، أو طريقة حل مشكلة معينة، أصبح يحّيد ويعطى أصعب برنامج يومي..
يعلم أكبر عدد الصفوف وأكبر عدد من الطلاب كعقاب له.. أصبح العمل كابوساً.
• منذ أن أصبح المعلم الذاهب في رحلة مع طلابه (لا يقال له رافقتك السلامة أو الحمد
لله على السلامة) بل أصبح يعنّف لخطأ ارتكبه الطلاب في الرحلة.. أصبح العمل كابوساً.
• منذ أن أصبحت العملية التربوية عبارة عن تعبئة تقارير.. ففرغت من مضمونها.. أصبح
العمل كابوساً.
• منذ أن أصبح المعلم يضرب ويهان ولا يجد من يسمعه أو يشعر به.. أصبح العمل كابوساً.
• منذ أن أصبح الطالب المؤدب والمجتهد هو المهمَـل والمعاقـَب لأتفه الأخطاء.. مثل
اللباس الموحد.. بينما الطالب غير الملتزم.. الذي يدخن.. لا يدخل إلى الصف ويقضي
وقته في الساحة.. صوته هو المسموع وهو الحاكم.. أصبح العمل كابوساً.
• منذ أن أصبحت سيارات المعلمين تتعرض للتخريب ولا أحد يعرف أو يهتم لمعرفة من
الفاعل.. أصبح العمل كابوساً.
• منذ أن أصبح المعلم لا يشعر بالانتماء لمكان عمله.. أصبح العمل كابوساً.
وهذا كله غيض من فيض...
فأنا كمعلمة وولية أمر أطلق صرخة نجدة واستغاثة... أرجوكم أغيثونا وأغيثوا أولادنا
ومستقبلنا، لأننا نجلس على فوهة بركان.. بأي لحظة يمكن أن ينفجر.. وندفع الثمن
جميعنا.. دون استثناء.