ثانوية مجدل شمس:الصفصاف سوف يزهر أجاصا
المهندس عزت مداح - 16\03\2010
لقد قرأت كل ما كتب في المواقع الالكترونية المحلية حول ما يجري في مدارسنا كافة
وبالأخص في المدرسة الثانوية. تعليقات من خارج المدرسة وآلام من داخلها، معلمين
وطلاب، مؤيد ومعارض، وأكثر ما كان ملفتا هو عدد التعليقات الواردة في موقع بانياس،
حيث أن هذه التعليقات تعبر عن رأي اثنين بالكاد، ينتحلان
شخصيات مختلفة بهدف "رفع القشة عن ظهر المدير".
وعلى ما يبدو أن موقع بانياس نصب نفسه المدافع عن الكرامة الإنسانية للفرد "الخصم"
(كما ورد في بانياس)، وأهمل كرامة أجيال يداس مستقبلها منذ أكثر من 17 عاما، أمام
أعين مجتمع جعل مؤسسات التربية والتعليم خارج سلم أولوياته، وأخلى الساحة في
المدرسة الثانوية بالتحديد لمدير يمارس أقسى أساليب الإرهاب التربوي، بدءا بمحاربة
المعلمين بلقمة عيشهم، وتهديدهم برفع التقارير، وصولا إلى أولياء الأمور الممثلين
بلجانهم التي انتخبوها، وتهديدهم بالشرطة.. وهكذا تكتمل الحلقة التربوية التي
يبنيها حضرة المدير. فالمدير مسئول عن تربية أولادنا والشرطة عن تربية أولياء
الأمور.
نحن أولياء الأمور وعلى مدار 17 عاما من تواجد هذه الإدارة لازلنا نحلل واقع
المدرسة ونعطي الفرص، ومن سبقنا حلل ونحن تابعنا التحليل، وهناك من أصبح تحت التراب
وتحلل، ولا زلنا نناقش ونحلل. والغريب بالأمر أنه بعد كل هذا الاستهتار بأجيالنا
ومعلمينا وبنا كأولياء أمور، يستيقظ البعض ليقول أن هناك غايات خاصة عند البعض ضد
حضرة المدير. والأغرب أن بعض فئات المجتمع أو الجماعات يدعون إلى تصالح مع المدير،
وكأن الموضوع هو خلاف على قطعة ارض أو خلاف على سعر التفاح بين مزارع وتاجر.
لن أطيل ولكنني في هويتي مسجل من سكان مسعدة، لان الزمن لم ينتظرني حتى احل مشكلتي
الخاصة (كوني كنت عضوا في لجنة أولياء الأمور) مع حضرة المدير، حيث رفع ضدي دعوى
إلى الشرطة قبل 5 سنوات واستدعيت للتحقيق. وحسب ادعائه للشرطة أنني أريد وزملائي في
لجنة أولياء الأمور في المدرسة الثانوية حينها، أن ندخل المناهج السورية للمدارس،
واتهامات أخرى أسخف من أن تذكر.. ولكن من يتذكر عدد سيارات الشرطة التي تواجدت في
المكان حينها لظن أن حرباً ستندلع بالقرب من مزارع شبعا، لأن حضرة المدير في دعوته
للشرطة يقول "بأن متطرفين من أولياء الأمور يهاجمون المدرسة"، "لأنهم يعتبرونها
رمزا من رموز دولة إسرائيل" - حسب ادعائه... ولضمان مستقبل أولادي انتقلنا إلى
مدرسة مسعدة الثانوية، التي لا زالت كما نعهدها بوفائها لتربية الأجيال مديرا
وجهازا تربويا، نتباهى به كما نتباهى بإمكانيات الجهاز التربوي في ثانوية مجدل شمس،
ولكن إدارة المدرسة الفاشلة تحبط هذا الجهاز التربوي محاولة طمس شخصية المعلم فيه..
ونحن على قناعة بأن طاقم المعلمين يبذل جهوداً جبارة لتعليم وتربية أولادنا، ويملك
من الطاقات ما لا تملكه طواقم تعليم في مدارس أخرى تعتبر أكثر تقدماً، لكن بيئة
المزرعة الخاصة في ثانوية مجدل شمس تمنع هذا الطاقم من أداء واجبه واستغلال طاقاته
الخلاقة.
كفى عبثا واستهتارا وبلطجة. كفى تحريفا، كذبا ومزاودة، وكفى هروبا وتستراً خلف إصبع باتت نحيلة. الواقع لمن يعرفه يقترب منه ويعيشه وهو أصدق منا جميعا، وأصدق ممن، "كما كتب في بانياس"، يدعي بأن لجان أولياء الأمور تحاول أسرلة التربية والتعليم، وهذا يوحي وكأن المدير جعل من الثانوية قلعة لتعليم القومية العربية.
وأقول لمن يريد تشويه الحقائق، ومن لا يريد أن يعرف، فليصمت ويتنحى جانبا. إن صرخة المعلمة من المدرسة الثانوية تقول "إذا كانت لقمة العيش على حساب الكرامة فالصيام أفضل"، ولكن بعد الصيام عيد، والكرامة المترافقة بالوعي هي التي تبني الأجيال. وأقول لموقع بانياس أن كرامة 1041 (عدد الطلاب)x3(طالب\ة+ولي أمر+ ولية أمر)=3123 فرداً من مجدل شمس، ليست اقل شأنا من كرامة حضرة المدير. ومن يدافع عن كرامة المدير كيف يجرؤ على اتهام اللجان بأنها تنجرف وراء اتجاهات وأهداف مبيتة؟ وكيف حضرتكم تفهمون العمل الشعبي؟ ولعل العمل الشعبي برأيكم هو التزام الصمت، كمدير لا يعرف سوى الصمت ورفع الدعاوى وحماية التربية بالشرطة.
عندما سؤل نيكولاي تشاو شيسكو متى سيتنحى عن الحكم أجاب: عندما يزهر الصفصاف أجاصا. وفي اليوم التالي نزل الشعب الروماني إلى الشارع، يحمل أغصان الصفصاف يتدلى منها الأجاص، وسقط دكتاتورا أخر، ولا زالت رومانيا.
ملاحظة
من موقع جولاني لزواره الكرام:
سيقوم الموقع من الآن وصاعدا، وفيما يخص المواد المتعلقة
بمشاكل الثانوية، بقبول التعليقات التي تحمل أسماء أصحابها الحقيقيين فقط (لن نقبل
التعقيبات التي تحمل أسماء مستعارة).
إن خطوتنا هذه تأتي لإضفاء المصداقية على الحوار الدائر، ولقطع الطريق على الذين
يحاولون الاصطياد في المياه العكرة، ويعملون جاهدين على تسويف الحقائق والتأثير على
الرأي العام بدون أن يكون لذلك أي رصيد حقيقي.
نحن نعتقد أن التعاطي مع قضية بوزن مشاكل المدرسة الثانوية يجب أن تكون بكامل
المسؤولية والشفافية، وأن الشخص الذي يريد أن يدلي برأيه في أي مادة متعلقة بهذه
القضية، التي نعتبرها مصيرية لمستقبل أبنائنا ومستقبل بلدتنا، يجب أن يتحلى
بالشجاعة لذكر اسمه، وإلا فمن حقنا أن نشكك بنواياه.
من الآن وصاعداً لن تقبل أي تعقيبات تخص موضوع الثانوية لا تحمل اسم صاحبها الصريح.