حنين إلى الجولان - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

بمناسبة تأسيس دار اللغة العربية وادابها في الجولان
حنين إلى الجولان
شعر : ابن زاهدي - 03\04\2010 

مَنْ للرياض الخضر شادٍ في روابينا  
  وللنسيم الـعـذب في أكـتاف وادينا
ولارتعاش الحور لو مالـت ضفائـرهُ  
  ومال رقّـاً على الصفصاف شربـينا
ولاختلاج الغابة الخضراء في شغفٍ  
  يوماً إذا رقصت على أصداء ماضينا
وللجـداول تـوشي سـرّ من عبروا  
  بـيـن الحلال وما يحلو المحبينا
طلَّ الصباح فـلاذ المـرج متشـحٌ  
  تحت الضـباب من حسـدٍ وواشـينا
نَزْلُ الأحبـة وإن شـاكـتْ مسالكهُ  
  تلهـو به أحلامنا شـوقاً فتُـلهينـا
يهـفـو الفـؤاد لعطـرٍ في نسائمه  
  من زهـر تفـاحٍ ورمانٍ ونسرينـا
فـالـروح تقصده والقلب يسبـقـها  
  والحلم يؤنسنا بهم والفجـر يقصيـنا
لـنا الـبـلاّن رمـزٌ في تواضعه  
  وفي أشـواكـه غـيظ يدمي أعادينا
تشدو البلابل والشحرور في طـربٍ  
  مـا مثله طربٌ ولا شـدو وتلحـيـنـا
ماجت به الوديان سحراً من تناغمهِ  
  فـفاح لـه القندول عطراً والرياحيـنا
شـدو الـدواري على غصن يرافقهُ  
  عزف السواقي على لحـن الحساسيـنا
ونـور الـشمـس ألمازٌ تراقصهُ  
  فـوق الغديـر ظلال الجـوز والكـينا
إذ أبـدع الرب في تكوين جـنتـه  
  فـزاد جـنتنـا على التكـوين تكـوينا
يا جـنة الخـلد لا أُخفيكِ طارئـةًً  
  فـفي الجـولان لنا ما عـنكِ يغـنينـا
وإذ حـواء مـن تفـاحكِ حرِمتْ  
  تـفـاح جنتنـا يغـري بها فتغـرينا
لم يلبث الدهر يفرحـنا بما صنعت  
  يداه , حتى يعـود فـيُحـزننا ويُبكينا
من عالم الغـيب جاءتنا أبالـسةٌ  
  فيهـا من الخبـث ما فاق الشياطـيـنا
فاسْتُبْدِل الحور بالسجّان وانقلبـت  
  خُضر الروابي إلى سـود الزنازيـنا
وفـرّق الـدهر أحباباًً يؤرقهـا  
  هـجر الأحـبة أم ظـلم السـلاطيـنا
يا قـاصـد الأهـل بلغهم تحيتنا  
  على البعد عهدٌ لـهم نُحيي لـيحـيـينا
ويا نسيم الصبح داوينا بما حَمَلتْ  
  مـنهـم يـداك من عـطرٍ فيُشـفـينا
وذكّر بعهد الصبا والـدنيا لاهيـة  
  إذ طالـما قـرب الـذكـر الـمحـبينا