عاد الربيع ولم تعودي
سليمان سمارة (شاعر الجولان) - 09\04\2010
عاد الربيع ولم تعودي يا زهرة الوطن المجيدِ
يا هضبة الجولان! يا أمثولة العزم الوطيدِ
عاد الربيع كأنّه حسناء ترفل بالبرود
عاد الربيع بعطره وجمالهالفذّ الفريد
عاد الربيع ولم تزل أيديك ترسف بالقيود
والجوّ يعصف بالرياح وبالبروق وبالرعود
ملّ البواسل من مماطلةٍ ومن زيف الوعود
عودي؛ فهذي الغربة الخرساء أشبه باللحود
عودي؛ فبهجة هذه الدنيا الجميلة أن تعودي
مهما تكن قذافة الأرزاء لاهبة الوقود
يبقَ الفخار على ذراك الشمّ خفاق البنود
يا روضة الغيد الملاح، وغابة الصيد الأسود
لا تيئسي في غاشماتٍ عابسات الوجه سود
فبُعيد حالكة الدجى إشراقة الفجر الوليد
***
عاد الربيع ولم تعودي يا توأم الزمن المديد
ياهضبة الجولان! يا أم الشهيدة والشهيد
رمز المكارم والنضال، وصخرة الصرح العتيد
قولي لمحتّلّ عدوٍّ ماكرٍ خصمٍ لدود:
"لملمْ ذيولك واغربنّ من المساحب والنجود
قُبّحت من متعنتٍ متغطرسٍ وغدٍ حقود
أنت الذي نحر السلام من الوريدإلى الوريد
تبّت يداك؛ فلن ترى مني سوى الرفض العنيد
ولو انتهجت سياسةً بالنار والدم والحديد"
أنتِ الصمود، وشعبك المقدام جبار الصمود
أنت الشموخ، وذروة الأمجاد في سمر الزنود
يا شوكةً مغروسةً كالسهم في عين الحسود
أنتِ العروبة في معانيها ومطلعها السعيد
لا، لن تكوني في ثنايا العمر نهباً لليهود
عودي؛ ولو شاء الذئاب من الورى ألا تعودي
***
عاد الربيع ولم تعودي يا درة العقد الفريد
يا هضبة الجولان! يا مستنبت الجيل النجيد
عودي إلى سورية العرب الأبية من جديد
هي مرصد النظر البعيد، ومعقدة الأمل الوحيد
يا معقل الآباء يا أقوى متاريس الجدود
عودي؛ فحضن الأم مدرسة الرآبل والفهود
غدك الربيع وخضرة الآمال والعيش الرغيد
لن تبرحي اللحن الجميل العذب في أحلى نشيد
***
عاد الربيع ولم تعودي يا مقلة الظبي الشرود
يا هضبة الجولان، يا خيراً يفيض بلا حدود!
يانكهة التفاح، يا أحلى نبيذٍ في الوجود!
يا رونق الأزهار! يا غنّاء! يا ورد الخدود!
عودي إلى الشام الحبيبة قلعة المجد التليد
فالشام مهد الخالدات الزاهرات من العهود
شام البطولة والفداء، وموطن البأس الشديد
تتمتعين بروعة الأنسام والشعب الودود
وتزورك الغيد الحسان مؤشّحاتٍ بالورود
عودي؛ فصدر الغوطة الفيحاء موّاج النهود
لن تبرحي الأنشودة العصماء في سمع الخلود
ياهضبة الجولان يا شمّاء يا أرض الجدود!