الأخوة السوريّون الأعزاء
كل جلاء وأنتم بخير !
سعيد نفاع - 17\04\2010
نحتفل وإياكم عاما بعد عام ذكرى الجلاء ليس فقط لنهنئَكم وليس فقط لأن فينا جزءا
قوميّا منكم وفيكم جزءا قوميّا منّا، وإنما وبالأساس لأننا نرى قناعة أنّ الجلاء عن
سوريّة هو الجلاءَ الوحيد الفعليّ للمستعمر من وطننا العربي. فأي جلاء هذا الذي
خلّف وراءه القواعد العسكريّة أو عاد فبناها أوكارا للقنابل العنقوديّة
والفوسفوريّة، وأي استقلال هذا الذي يفتقد لاستقلال الإرادة الوطنيّة؟!
نحتفل وإياكم لأن لا استقلال لنا نحن الفلسطينيّون ولم نذق طعمه حتى الآن، فإن كنّا
نفرح معكم اليوم سنحزنُ بعد أيام حين نحيي بآلافنا ذكرى نكبتنا منطلقين في مسيرة
العودة إلى قرية مِسكِة المهجرّة في المثلث، لنقف على أكوام حجارة بيوتها المدمّرة
وتحت شعار "يومُ استقلالِكم هو يومُ نكبتِنا"، سننطلق في المسيرة رُغم آخر
التشريعات البرلمانيّة التي جاءت لمنعنا من إحياء ذكرى النكبة.
ولأن هذا هو معنى الجلاءِ عنكم ولأن هذا هو معنى استقلالِكم أطلقنا مشروع تواصلنا
كذلك معكم تواصلا قوميّا عروبيّا إنسانيّا لا مذهبيّا ولا حزبيّا، ولأنه قوميّا
عروبيّا وإنسانيّا ليس مذهبيّا ولا حزبيّا تلاحقنا اليوم السلطات الإسرائيليّة
قضائيّا ونقدّم للمحاكمات باتهامات: زيارة دولة عدو ومساعدة آخرين على زيارة دولة
عدو والتقاء عملاء أجانب أعداء.
ردُّنا أنّ سوريّة من اللاذقية غربا إلى حلب شمالا والقامشلي شرقا وإلى السويداء
جنوبا وفي قلبها الشآم، ليس فقط أنها ليست عدوَّنا وإنما هي بلدُنا كنّا في مخيّم
اليرموك أو كنّا في جبل الجرمق أو كنّا في رحاب القدس. وتواصُلنا معها وعندما انطلق
في الذكرى الأربعين لقائدها التاريخي طيّب الذكر حافظ الأسد وبناء على مبادرة
الدكتور عزمي بشارة انطلق قوميّا عروبيا وتابعناه بعد خروج الدكتور القسريّ هكذا
قوميّا عروبيّا ويجب أن يبقى كذلك رغم ما اعترضه في السنوات الأخيرة وما يعترضه من
عقبات سلطويّة إسرائيليّة ومن محاولات لحرفه عن خلفيّته القوميّة العروبيّة لتحويله
إلى مشروع مذهبيّ.
أيها الرفاق...
إن تُراجعوا بروتوكولات القصر الجمهوري لعام 1998 المصورة والمكتوبة يوم استقبل
صاحبُ المبادرة الراحلُ الكبير طيّبُ الذكر حافظ الأسد وفدَ التواصل الأول، ستجدون
الناطقَ الرسمي باسم الوفد الشاعرَ الكبير سميح القاسم قائلا مبتسما:
"سيادة الرئيس جئناكم من بلدنا إلى بلادنا عربا مائة في المائة، فكلُّ اثنين منّا
يشكلّون ثلاثة أحزاب وسترونه مشيرا إلى رئيس لجنة المتابعة حينها رئيس الوفد قائلا:
وهنا رجل الإجماع العربيّ !، وسترون حينها بسمة الرئيس حافظ الأسد العريضة الموحية
بأن الإشارةَ مفهومةٌ".
هكذا نجيئكم كذلك اليومَ عربا أقحاحا مائة بالمائة ! ورغم ذلك فإن بلدَكم بلدَنا
يَمثل أمامنا بلدا عربيّا نظيفا من الغزاة ومن قواعد الغزاة ومن أموال الغزاة بلدا
يملك إرادته الوطنيّة المجلي عنها والمستقلّة حتى لو كان ثمنُها مقتطعا أحيانا من
لقمة أبنائه وبعضِ حريّة آخرين منهم، ولكن لقمةَ العيش الهنيئة والحريّةَ الحقيقيّة
هي تلك المجبولةُ بحريّة الإرادة الوطنيّة والتي على أعتابها تتكسّر نوايا
المتربصين شرّا بنا، وهذا ما ميزّكم شعبا وقيادة ولذلك نرى لزاما علينا الإحتفاءَ
معكم وبكم.
فكلّ جلاء وأنتم أكثرَ إرادة وطنيّة
الجولان عيد الجلاء 2010\4\17