مسرح عيون يدخل عالم «البانتوميم»
مجدل شمس\الجولان - «جولاني» - 03\05\2010
خطى مسرح عيون الجولاني في سنواته القليلة خطوات مهمة في تأسيس مسرح جدي في الجولان،
وبما أنه مسرح تعليمي، نراه ينوع في أعماله التي تنقلت بين الدراما والكوميديا
والمسرح الغنائي وغيرها من الألوان، ونراه يستقدم بين الحين والآخر معلمين
وأخصائيين مختلفين من خارج الجولان للاستفادة من معرفتهم وخبرتهم وإغناء مسرح عيون
بها.
وها هو مسرح عيون يتحفنا اليوم بتوجه جديد ونوع جديد من التمثيل وهو "البانتوميم" (التمثيل
الإيمائي)، فيقدم لنا عملاً جديداً، هو عبارة عن عرض يحتوي مجموعة مشاهد متنوعة من
هذا النوع.
العمل الجديد يأتي ضمن المشروع التعليمي المذكور، الذي كان العمل فيه خلال الأشهر
الماضية على ورشة في التمثيل الإيمائي، بإرشاد الفنان سعيد سلامة. وقد شارك في
الورشة مجموعة من طلاب المسرح الذين شاركوا سابقًا في دورات مسرحية، بالإضافة إلى
مشاركتهم في بعض المسرحيات التي أنتجها المسرح.
وقد تمخضت الدورة التي استمرت حوالي خمسة أشهر عن عرض يحتوي على مشاهد متنوعة في
التمثيل الإيمائي- البانتوميم، وستبدأ عروضها يوم السبت القادم 8/4/ 2010 في قاعة
الجلاء-مسرح عيون، حسب البرنامج التالي:
السبت 8/5 | الأحد 9/5 | الثلاثاء 11/5 | الخميس 13/5 | الجمعة 14/5 |
جميع العروض تقدم الساعة الثامنة مساء في قاعة الجلاء- مسرح عيون |
وعن
هذه التجربة يقول مدير المسرح معتز أبو صالح:
"نطمح
في مسرح عيون إلى إغناء التجربة المسرحية في الجولان المحتل، وتقديم دروس في المسرح
قدر المستطاع للطلاب، من أجل مدّهم بالتقنيات المسرحية المتنوعة وإثراء معرفتهم في
فن التمثيل.
وقد ارتأينا أن نؤسس في المسرح لمجال جديد في فن التمثيل، فن البانتوميم أو التمثيل
الصامت، لما له من أهمية في كيفية التعامل مع الجسد سيما وأنه، أي الجسد، أهم أداة
يملكها الممثل، وكلما ازدادت قدرة الممثل على التحكم بجسده ازدادت قدرته على تأدية
الدور. والمشهد في البانتوميم هو نص بحد ذاته حتى وإن غاب الكلاب، وكلما كان المشهد
متقنًا حركيًا أكثر كلما كان النص حاضرًا أكثر.
على مدار خمسة أشهر قام الفنان سعيد سلامة بتدريب مجموعة من طلاب المسرح على أسس
التمثيل الإيمائي، ومن خلال التمارين التي عملوا عليها خلال الورشة تم تكوين عرض
مسرحي يحتوي على مشاهد متنوعة، كوميدية وتراجيدية ودرامية.. نأمل أن يروق هذا العرض
للجمهور، وأن يكون فاتحة وخطوة أولى لمشروع أكبر".
نبذة عن البانتوميم- التمثيل الإيمائي:
"يعود أصل كلمة بانتوميم الى اللغة الإغريقية، وهي مشتقة من كلمتين: (Panto)
وتعني كل شيء و(Mimeomai) وتعني أقلِّد، ومن مجموع هاتين الكلمتين انبثق مصطلح
البانتوميم أو فن التمثيل الإيمائي الذي يعني فن التقليد أو فن المحاكاة لكل ما
تحتويه الحياة. إن الفنون كلها - كما هو معلوم - وليدة طموحات الناس لينقلوا ما
يحيط بهم من أشياء وظواهر، وهذا الكلام ينطبق على المراحل المبكرة من تطور الفنون
ومن المؤكد أنه في تلك المراحل المبكرة بالذات كان يُطلق اسم بانتوميم على المَشاهد
الراقصة الصامتة والحركات والأفعال والإيماءات التي كانت كلها تجسِّد الحياة
الروحية لتلك الشعوب القديمة عندما تريد أن تعبِّر عن سعادتها بعد انتصارها في
المعركة، أو عودتها من صيد وفير، أو احتفالها بزفاف أو قيامها بالطقوس الدينية. وفي
وقت متأخر عندما تطور العقل البشري والحسِّ الجمالي، وأخذ فنانو البانتوميم يراقبون
ويجسدون السلوك المميز لفئات من الناس من تجار وجنود وفلاحين ورهبان.. إلخ.. عندئذ
تجاوز هذا الفن المفهوم البدائي لهذه الكلمة ووصل الى درجة أرقى، واكتسبت كلمة
بانتوميم مفهوماً فكرياً جديداً. ولكن أهم تطور حدث في المفهوم الفكري لفن
البانتوميم هو ما جرى في القرن العشرين، حيث توفرت للفنان مواد جديدة جعلته أكثر
تفاعلاً وإبداعاً وتحليلاً ودراسة، وبالتالي أغنتْ تجربته وأثَّرتْ على إبداعه في
تجسيد الشخصية التي يمثلها."