عودة جميع الزوار العالقين في دمشق منذ شهرين
القنيطرة\الجولان - «جولاني»- 20\05\2010
عاد إلى الجولان ظهر اليوم الجولانيون الخمسة العالقون في دمشق نتيجة منعهم من قبل
السلطات الإسرائيلية بالعودة إلى الجولان على مدى شهرين كاملين بحجة عدم التزامهم
بالتوقيت الذي حدد لهم مسبقاً. الأشخاص الخمسة هم: نجوى عماشة، جوهرة عماشة، هناء
الشاعر، عارف شمس، عزت شمس.
الأجواء كانت على معبر القنيطرة اليوم خليطاً بين الفرح والحزن، حيث كان لقاء
السيدة جوهرة الشحرور عائلتها بعد دخولها الجولان مؤثراً جداً. إذ أن السيدة جوهرة
تعاني من مرض في القلب وكان بقاؤها في دمشق بعيداً عن أسرتها، مصدر قلق ومعاناة لها،
وقد أصيبت بوعكة صحية عند لقائها بناتها وأبنائها على المعبر فانهمرت دموع معظم
الموجودين في المكان تأثراً بذلك.
السيدة نجوى عماشة التقت أهلها بعد غياب 21 عاماً، فقالت لموقع «جولاني» عند دخولها
الجولان:
"الجميع حملنا السلامات والأشواق والقبل لكل أهل الجولان. هناك محبة غامرة لجميع
أهل الجولان. أتمنى أن يذهب الجميع لرؤية أهلهم وأقربائهم وأحبائهم وهم لا يزالون
أحياء. هناك جانب مؤلم ومبكي في هذه الزيارة... ولكن الحياة تستمر والحي أبقى من
الميت.. رحم الله أهلي وأختي وهم في قلبنا ووجداننا، ولكن هناك جيل جديد هم أبنائي
وأبناء إخوتي وأقربائي، هذا الجيل الجديد الذي نريد أن نبقى على تواصل معه، وأن
نزورهم ويزوروننا، وأن نبقى على تواصل دائم معهم. 22 عاما لم أر أهلي.. إنها نغصة
ما بعدها نغصة.. أتمنى أن لا تبق هذه النغصة لدى أحد وأن يتمكن الجميع من لقاء
أهلهم".
وعن سؤالها عن معاقبة السلطات الإسرائيلية بعدم السماح لهم بالعودة كل هذه المدة،
قالت السيدة نجوى:
"إذا كان هذا عقابا أن نبقى عند أهلنا.. فهذا أجمل عقاب...".
أما السيدة هناء الشاعر فقالت:
"صحيح أننا تركنا جزءًا منا هنا، ولكن كنا فرحين جداً بلقاء أهلنا، فأنا لم ألتق
أمي وأهلي وأقربائي منذ 11 عاما. رؤية أصدقائي وحارتي شعور جميل لا يمكنني وصفه لكم.
تركت أمي في وضع صحي ونفسي مأساوي، فأنا وحيدة لأمي، وليس لها غيري لا بنت ولا ولد،
فكنا نشد عزيمة بعضنا البعض، تارة هي وتارة أنا. أتمنى أن يلتئم شملنا وأن أتمكن من
رؤيتها مجددا، فصورتها في مرضها وهي تودعني لا تفاق مخيلتي.
...
الوضع بالنسبة لي كان مأساوياً جداً فأنا ذهب للتعزية بوفاة أخي الوحيد. هذه
الزيارة كانت حلمي الوحيد في الحياة، وعندما ذهبت كان هناك شيء أساسي ناقص فيها،
وهو أخي الذي توفي. ولكن الحمد لله أني التقيت أولاده وزوجته، فكان هذا دعما لهم
وبنفس الوقت دعما لي.
...
ذهابي بدون أولادي كان صعباً جداً. فكما كانت أمي تبكي على فراقي، أصبحت أنا أبكي
على فراق أولادي، وكنا أنا وأمي نواسي بعضنا البعض. أمي كانت تأمل رؤيتهم، "فما
أغلى من الولد غير ولد الولد"، وبنفس الوقت أولادي محرومون من التعرف على بيت جدهم
وعلى أقاربنا هناك، وهذا قهر نفسي لهم. حاولت أن آخذهم معي لكي تكون فرحتي كاملة،
ولكن للأسف السلطات الإسرائيلية لم تسمح لي بذلك.
..
أنا لم أر أهلي من 11 سنة، وهناك أشخاص لم يروا أهلهم من 20 و 25 سنة.. أتمنى أن
يتمكن الجميع من رؤية ولقاء أهلهم".