صحيح ولكن!
فاضل فخر الدين - 05\06\2010
وردت كتعقيب على مقال نشر في الموقع للسيد وهيب أيوب بعنوان "الهزيمة
والعقل المهزوم"، ننشرها كمادة مستقلة.
سيد وهيب،
لا ادري ما السبب في ان كل التحليلات التي ذكرتها والاساتذة العظام الذين اقتبست
منهم وكل الاستنتاجات التي خلصت اليها تغفل اهم اسباب الهزائم وتخلو من كلمات :
خيانة، وتامر والاستقواء بالاجنبي؟
الاستقواء بالاجنبي والخيانة صفة ملازمة للشخصية العربية مثل الكذب والنفاق
والمخاتلة والمداهنة والمسايرة والتملق والعائلية والطائفية قبل ان يذهب امرؤ القيس
لملك الروم طالبا الثأر من قتلة ابيه ووضع دروعه رهنا عند شموئيل (السموأل) .
هل يعقل ان تغفل كل هذه التحليلات تامر قاطع طرق الحج "الشريف" حسين وخيانة حفيده
وخيانة السادات والتامرالسعودي على مصر عبد الناصر واغتيال الملك فيصل الذي قطع
البترول عن الغرب في حرب تشرين فجاء السديرين الذين سلموا المنطقة بالكامل للمشروع
الامريكي؟
لم يحصل ان استلم الروس طائرة امريكية من طيار امريكي او اسرائيلي كما فعل العراقي
والسوري بالطائرات الروسية والاسلحة التي خانوا امانتها فسلموها لاسرائيل وامريكا.
ألا ترى ان الخيانة هي اول من هزم العراق قبل ان تهزمه نفسية الصحاف؟ فالجيش
الامريكي لم ينزل الى العراق بمضلات من المريخ بل بمساعدة المعارضة العراقية الذين
ما زالوا ينهبون ثروات العراق وعبرت مدمرات امريكا مياه قناة السويس وارض واجواء
الكويت والاردن والسعودية وانطلقت من قواعد البحرين وقطر؟
بينما رفض الاتراك والباكستانيون (ربما لانهم ليسوا عربا) ان يدخل الغزاة من أرضهم
وما زالت تركيا عضو في حلف الاطلسي وباكستان حليف في ما يسمى الحرب على الارهاب,
واليوم تنصب تركيا الصواريخ على الحدود لاستهداف اي طائرات قد تعبر سماءها الى
سوريا او ايران بينما يتامر العرب في وضح النهار لغزو غزة ولبنان وسوريا وايران؟
ولو ان هذه "الخصلة" متوفرة في بقية شعوب الله من غير العرب لكانت كوبا مرتع لاحد
الاساطيل الامريكية وقامت حرب مع كوريا الشمالية منذ امد بعيد لولا رفض الصين
واليابان وحتى كوريا الجنوبية للخيانة والاستقواء بالغريب؟
كوبا جزيرة ضئيلة لم يستطع حصاراربعين سنة من اعتى قوة حربية في التاريخ ميزانية
دفاعها أكبر من الثلاثة عشر قوى التي تليها تسليحا وصناعة حربية ان يكسر ارادتها او
أن يغير قادتها لان لها اصدقاء في امريكا اللاتينية يرفضون خيانتها بينما تشارك مصر
في قتل مليون ونصف بشري في غزة واعدم صدام حسين في بلده على مرأى جيرانه.
رغم ان موقفك من حزب الله -كما استعير من احد التعليقات-: "فالج لا تعالج" ولن
اناقشك فيه رغم انه خرق دروع مئة وخمسين دبابة احتلت الجولان وسيناء في ستة ايام
ولم تتقدم مترين في مارون الراس ورغم ان جنين كوندوليسا مات في رحم امه ورغم انها
"مغامرة غير محسوبة".<br>
ولكنك تسمع بلا شك بعدد شبكات التجسس التي ما زالت تعمل ويقبض عليها في لبنان ودور
جيش لبنان الجنوبي الذي لا يضاهيه اي شيئ في التاريخ حتى في ايام حكومة فيشي
العميلة.
هل سمعت أي سفير اجنبي في العالم يتكلم مثلما فعل فلتمان من لبنان وكانه صاحب البيت
أو ليفني من القاهرة قبل الرصاص المسكوب؟
وهل كل الاغتيالات التي لم تبق اي شخصية مرموقة وغير مرموقة من الكنفاني والامير
الاحمر وابو جهاد وعرفات وأحمد ياسين ويحيى عياش وايلي حبيقة والحريري وعماد مغنية
وحتى جورج حاوي وسمير قصير وجبران تويني واخرها المبحوح -والقائمة أطول بكثير- ..هل
كانت كل هذه الاغتيالات ستتم لولا الخيانة والتامر والاستقواء بالغريب، هل هناك
مثال في أي صراع تاريخي اخر في العالم ذهبت فيه كل هذه الدماء دون ان يكشف الفاعل
والخائن؟<br>
قد تكون كل الاسباب التي ذكرتها للهزائم عن نفسية العربي صحيحة ولكن صفات النفاق
والمخاتلة والخداع هي صفات بشرية انسانية لا يخلو منها اي مجتمع ما عدا صفة الخيانة
فعند الحرب تتحد كل امم العالم امام عدو وتحد بالضبط بشكل لا يقبل اللبس العدو من
الصديق بينما نحن نتامر ضد بعضنا البعض ونعرف العدو بعد ان يأكلنا واحدا تلو الاخر
ونزين للاجنبي هزائمه بانها انتصار مهما فعلنا لاننا سنساعده ان لم يقدر بقواه
الذاتية وسنقول انه انتصر حتى لو لم ينتصر.
باحترام
فاضل فخرالدين
