نـظره نحـو القمـر..
شمس الغروب - 08\06\2010
(شمس الغروب اسم مستعار. الاسم الحقيقي محفوظ لموقع جولاني)
كان الصمت يخيم على ارجاء غرفتي.. وكان الوجوم ياخذني الى عالم بعيد.. اراه
بمخيلتي.. وكان المطر يطرق نوافذ غرفتي بشده كانه يناديني.. توقف ايها المطر اريد
ان اسافر نحو القمر.. توقف فلي معه حديث طويل يبعدني عن القلق والملل.
تتعالى السنة لهيب الموقده امامي.. وتهب بسرعه لتغطي زجاجاتها وتحرق كل شيئ
داخلها.. ها هي تنطفئ رويدا رويدا.. فتاتيني غرفتي بقسوة الصقيع.. لابحث عن حطب
يابس واضعه فوق الجمر الملتهب.
حقا.. ها هو المطر قد توقف وتحول الى رذاذ يتمايل على ارصفة بلدتي.. يمكنني الان ان
اسافر نحو القمر؟؟ نعم فلي معه موعد في هذه الامسية الكانونيه الباردة.
اغمضت عيني وسافرت نحوه.. نزلت قدماي على ارضه البيضاء.. قسمعت صوته ياتي من كل
مكان ناديته فلم يجب كانه اخرس ابكم.
ابها القمر جئتك اشكو لك همومي لماذا لا تسمعني؟؟ اختفى صوته وخيم الهدوء على
المكان ها هو قد نام.
فصرت افتش عن عينيه لعلني اراه ايقضه من نومه العميق.. واخيرا وجدتهما..
قم ايها القمر قم ارجوك، فهل تعلم كم اشتقت اليك؟؟
شوق قتلني وادمى حنيني.. شوق دمرني واعمى عيوني..
اشتقت اليك شوق تلك الارض للمطر..
اشتقت اليك شوق الدموع للمقل..
اشتقت اليك شوق الكفيف للنظر..
اشتقت اليك شوق الشمس لبزوغ الفجر..
هل انت تسمعني ايها القمر..؟؟؟
اعلم انك بعيد وستبقى بعيد هكذا الى اخر العمر..
اعلم انك ستبقى جماد لا يتحرك سوى انه يشع النور في ليالي القدر..
اعلم انك تقسو على قلبي فتنير درب الليل وترحل..الى اين؟؟ لا اعلم
ولكن كل يوم انتظر المساء فقط ان اراك من بعيد.. لا يهم سوى انك دوما تكون بخير.
هل ما زلت نائما؟؟ هل ستستفيق يوما من هذا السبات العميق؟؟ هل ستتساقط يوما مع هذه
الامطار واجمعك في فصل الخريف مع اوراق الشجر؟؟
هل ستكون يوما على ارض الحقيقة مع ابناء البشر؟؟
قل لي هل ساراك يوما قرب غرفتي ؟؟ تدق النوافذ وتفتح الابواب وتهرب من صقيع
الشتاء؟؟
تحدثت معه فلم يجب وكان كلامي مبهم غير مفهوم وصراخي صامت ميت قريبة منه وهو ما زال
بعيدا بعيدا..
فتحت عيناي وهي مليئة بالدموع.. تفتحت ونسيت انها تنظر الى مدى بعيد الى رمال على
حجر الى صخرة في اعماق البحر الى حلم غريب قادم من بين الظلام والسهر..
تفتحت ونسيت انها كفراشة بيضاء اغواها شعاع النور فاستراحت على اشعة النار للتتحول
الى اجنحة منكسرة تحت ظلمة القبر..
تفتحت على صوت امي الحنون.. وهي تلومني لما لم اضع وقدا على الجمر.. فها هي الامطار
عادت تهطل على نوافذ الحديد.. فهمت بسرعه ولكن عبثا حاولت.. فها هو لهيب الموقد قد
تحول الى رماد.. فعلي ان أشعلها بثقاب الدفئ من جديد..
ايها القمر تصبح على خير.