حُبٌ
أيهم حسن الغوطاني - 11\06\2010
سُبحانَ من شق الصباح،سُبحان من طيرَ الجناح ،سبحانكَ يا رب الأكوان ، سبحان من زرع
المحبة في قلوبِ الناس ،وأنارَ قلوبهم برمشةٍ مِنَ الأملِ.
الحبُ هوَ ذلكَ الشعور الخفي الذي يتجولُ في كُلِ مكان،ويطوف العالم بحثاً عن
فرصتهِ المنتظرة ليُداعبَ الإحساس ويسحر العين،ويتسلل بهدوء إلى القلوب فيأسرها
،فالحبُ ينقل الانسان إلى تلكَ الأحلام السعيدة لربما كانت وهمية،ولكنها تجعلهُ
الأسعد على وجهِ الكون،فتجعلهُ غريقاً في بحارِ هواها،حتى يحلُمَ انهُ طيرٌ يُحلقُ
في السماءِ يصلُ إلى أعاليها ويبقى يُرفرفُ ويرفرفُ ويقولُ بصوتٍ عالٍ:شعاري الود
والحب،وسأبقى أرددهُ حتى ينساب الحب إلى قلوبِ الناس وتُتوج الإبتسامة على عرشِ
الشفاه.
ولن أنسى قولٌ قد قراّتهُ ولم أنساه:-
الحبُ كالأحلام على أرضٍ خرافيةٍ يلهينا عن الحاضر،يشدنا ويجذبنا،فيعجبنا
جبروتهُ،بالحبِ نحيا،فهوَ الروحُ للجسد،فلا حياةٌ بدونه ،وهوَ الأملُ الذي يسكنُ
أنفاسنا ويُخاطب أفكارنا ليحقق أمالنا.
فالطيرُ الذي تحدثنا عنهُ بتحليقه وجولته وصلَ إلى سماءِ الجولان ،فشعرَ جولانيَ
الحبيب بنسمةٍ راودت جفونهُ،فخفقَ القلبُ من نسمةٍ أروت القلبَ العطشان وبقيت
لتُداعبَ جفونهُ البراقة وعبيرهُ الفواح.
وقالَ الطيرُ بصوتهِ:عندما،أذكركَ ،أرى أمامي شموخَ جبلِ قاسيون وعلوهِ الشاهق الذي
يكادُ يُعانقَ السماء ويقولُ بأعاليها:جولانٌ جولانٌ عنوانُ الصمودِ.
بينَ صخورِ قاسيون ترعرعت محبة الجولانيين،حتى بقيت وبقيت،وكونت أروع صورة إبداعية
على وجهِ الكون ،التي لا زالت تُثمِرُ التعابير الرائعة وتَغرسُ بذورَ الأمل حتى
تكبرَ وتنمو وتُصبح أشجاراً عميقة الجذور لا يُمكنُ اقتلاعها بشتى الطرق.
هوذا القلمُ يَخطُ تعابيرَ قلبي وعواطفهُ،فالقلمُ بمثابة الأوتار التي تزفُ إلينا
نغمات وسمفونيات العاطفة ،لذا ينسابُ بخفةٍ وروعة كأنهُ يحفظُ الكلامَ حفظاً.
أرى الطيرَ يُحلقُ فوقَ رأسي ،ويقرأ كلماتَ فؤادي ويشدو بأُغنياتٍ وألحانٍ ترقصُ
معها الأذانُ،صاغيةً حتى يطل نهارٌ جديد،يضعُ بينَ صفحاتهِ ويُثبِتُ بينَ سطوره
محبة الجولان التي ستظهر في الغدِ القريب،وختاماً أقولُ:-سقاني الهوى كأساً مِنَ
الحبُِ مُترعاً فأنشدتُ قائلاً:-
جولاني الحبيب انتَ باقة أزهار
أنتَ نور الأنوار
أنتَ بيتُ الأسرار
ليحفظكَ ربي الالهُ الغفار