نجوم الجولان ...أقمار على باب الشام
سميح أيوب - 13\06\2010
إنها قضية شعب. مأساة نعيشها عبر عقود من الزمن. وطال الانتظار . فلم يبق لنا سوى
الأحلام والتطلعات لمستقبل يحمل لنا الحرية عله يتحقق الحلم في عودة لوطن طالما كنا
له أوفياء.. بحبنا.. بانتمائنا.. وبمشاعرنا، فأصبح يعيش فينا في الواقع وفي
الأحلام، بل في خيال كل من ولد وترعرع في زمن غياب الوطن، لتلهب مشاعره سياط
الاحتلال كما ألهبت أجساد أهله وأبناء مجتمعه في زنازين النضال.
جيل واعد تعلم التربية الوطنية في مدارس المجتمع.. البيت.. المؤسسة.. المخيم
الصيفي.. النادي.. وفي المناسبات الوطنية. إنها حكاية شعب مقاوم تنتقل من الآباء
إلى الأبناء فتصبح أمانة طالما عجزت الجبال عن حملها ولم تعجز إرادتهم، حتى ولو
كانوا في مقتبل العمر. طاف خيالهم في ماض عاش قسوته أهلهم فأصبحوا أفرادا بل جزءًا
من ذلك الماضي وتلك المأساة.
لم تكن مسرحية قمر على باب الشام سوى استمرارية لأدب مقاوم.. لشعب امتهن النضال
للحفاظ على الكرامة والعزة الوطنية. لم يرض العيش في قاع وادي الذل السحيق الذي
أراده له الاحتلال، فنسج من إرادته حبالا ومن خيوط الشمس أجنحة ليتسلق إلى قمة
المجد ويتربع على عرشها، ليطير في فضاء الحرية مغردا أغانيها، ليسمع صوته من أصابه
الصمم وينقل رسالة تواصل لشعوب ناضلت وما زالت تناضل.
أحلام شباب عرف الوطن من ثقافة المقاومة.. شده الشوق ليعانق معالمه ويتنفس هواءه
النقي.. طار به الخيال لقاسيون.. للزبداني.. ولشوارع دمشق العتيقة... للغوطة
وأصدقاء الحارة والمدرسة، ممن سبقوه إليها وسمع منهم قصص وحكايات عن الوطن..
معالم.. تاريخ.. جغرافية.. وحضارة تجسدها طيبة شعب ولطافة مجتمع، فيزداد كبرياءً
وشوقاً بحب وانتماء. فكما نفخر بصون الكرامة فإننا نفخر بشبابنا وأجيالنا لما تقدمة
من أعمال ملتزمة تخدم رسالتين:
الأولى، انه مهما طال الاحتلال لن يهزم إرادتنا في المقاومة أو يثنينا عن التجدر
بالأرض وحب الوطن.
والثانية، الوفاء لرسالة وطنية اعتنقها الآباء وحملها الأبناء لشق حلكة الظلام إلى
أن تشرق شمس الصباح الآتية لا محالة، لتغمر ربوع الوطن المحتل بأشعتها الوردية،
ولتنبت الزهور لتملأ الوادي والرابية، فتغرد طيور الحرية فوق قمم الشيخ الحزين
والنبع والساقية.
إنها مسرحية الشوق.. كتبتها أنامل شفافة بحس مرهف وفكر متقد لتتمازج خيوط الحدث مع
فلسفة الحياة التي يعيشها كل إنسان دون أن يعيرها اهتمام أو انتباه.
تدخل في نص المسرحية تطلعات أجيال وأحلام شباب بمشاعر جياشة يكتنفها التناقض
والصراع وربما الحيرة والذي يتجسد في انشطار القلب والفكر بين أمرين وكلاهما
مر...الشوق لعناق وطن والذهاب إلى المجهول والحلم بمستقبل من ناحية...والابتعاد عن
البيت والأهل والأصدقاء وفراق الحبيبة من جهة أخرى.
مسرحية تناغم مشاعر جمهور طالما عاش أحداثها وحيثياتها عبر الواقع الأليم
للجولان.ففي كل بيت قصة مشابهة لمشاعر شاب أو قلب أم ينبض بالحنان أو فرقة أصدقاء
وارض طالما عشقها فأصبحت جزء منه ورائحة ترابها عطرة الأبدي.
إنها مسرحية الشوق...كتبتها أنامل شفافة بحس مرهف وفكر متقد ,لتتمازج خيوط الحدث مع
فلسفة الحياة التي يعيشها كل إنسان دون أن يعيرها اهتماماً أو انتباهاً. تدخل في
نصها تطلعات أجيال وأحلام شباب بمشاعر جياشة يكتنفها التناقض والصراع، وربما
الحيرة، والذي يتجسد في انشطار القلب والفكر بين أمرين وكلاهما مر: الشوق لعناق وطن
والذهاب إلى المجهول والحلم بمستقبل من ناحية، والابتعاد عن البيت والأهل والأصدقاء
وفراق الحبيبة من جهة أخرى.
مسرحية تناغم مشاعر جمهور طالما عاش أحداثها وحيثياتها عبر الواقع الأليم للجولان.
ففي كل بيت قصة مشابهة لمشاعر شاب أو قلب أم ينبض بالحنان أو فرقة أصدقاء وارض
طالما عشقها فأصبحت جزءًا منه ورائحة ترابها عطره الأبدي.
ومما يضفي على المسرحية جمالا، الإخراج والديكور والصوت حيث بمجملهم يجعلون المشاهد
يعيش التأمل، عندما تجذبه الأحداث من حيث لا يدري، فينسى نفسه طوال ساعة من الزمن
وتلتهب الأكف بالتصفيق. وربما يعيش ساعات مع أحداثها مجترا جزءًا من ذكرياته
المطابقة لها.
لا يسعنا إلا أن نقدم شكراً معطراً بمحبة الجولان وأهله الأوفياء لابنائه المخلصين
معتز، مجدي، جابر، وابن فلسطين الحبيبة ريمون حداد، وجميع القائمين والداعمين لهذا
العمل. وشكر واحترام واعتزاز خاص لابنة الجرمق الشامخة كشموخه، والتي استطاعت أن
تنسجم مع آلامنا وأحداثنا لتصبح جزءًا منا ومن هذه الأرض؛ أختاً وأماً تعيش ماساتنا
بمشاعر شفافة، ولم تدخر جهدا للتعبير، لتصبح مواطنة جولانية بحق تتفاعل مع الحدث
وتنقله للمشاهد.
انه ليس قمراً واحداً، بل أقمار على باب الشام وفي ربوع هذا الوطن. وربما نجوم
تتلألأ علها تزيل حلكة الليل في غياب القمر.
لست ادري ماذا نقول، أهنيئا لكم بالجولان، أم هنيئا للجولان بكم؟ فنانينا..
كتابنا.. مبدعينا..أبناؤه البررة بعطائهم ووفائهم.