المرصد يقدم شهادات أمام اللجنة الخاصة
للتحقيق في الممارسات الإسرائيلية في الجولان المحتل
مجدل شمس\الجولان - «جولاني» - 16\06\2010
للسنة الخامسة على التوالي يقوم المرصد العربي لحقوق الإنسان في الجولان بتقديم
شهادات عن الممارسات الإسرائيلية في الجولان المحتل أمام «اللجنة الخاصة للتحقيق في
الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة».
وبما أن إسرائيل لا تسمح لهذه اللجنة بممارسة عملها في الأراضي المحتلة فإنها تضطر
للعمل في الدول المجاورة، حيث يسافر المعنيون بالشهادة أمامها إلى هناك ويقدمون
شهاداتهم حول انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان بحق المواطنين في الأراضي العربية
المحتلة في فلسطين والجولان.
وكان أربعة مواطنين من الجولان قد سافروا نهاية الأسبوع الماضي إلى العاصمة
الأردنية عمان، حيث قدموا شهاداتهم أمام هذه اللجنة، وذلك ضمن ملف خاص أعده المرصد
العربي لحقوق الإنسان في الجولان.
هؤلاء الأشخاص هم:
1. السيد مفيد الولي: شهادة حول الألغام الأرضية ومخلفات الحروب وتهجير أهالي قرية
سحيتا.
2. السيد معضاد عويدات: شهادة مع دراسة مقارنة حول مشاكل الزراعة واستغلال ثروة
المياه في الجولان المحتل.
3. السيدة نجاح الولي: شهادة حول قضية الأسر المشتتة ومنع النساء من زيارة أسرهم
وعائلاتهم وذويهم في الوطن الأم.
4. السيد سلمان فخر الدين: شهادة حول التدمير المنهجي للمكان وتغيير الجغرافيا
والتاريخ في الجولان المحتل.
موقع «جولاني» التقى السيد سلمان فخر الدين بعد عودته من عمان واستمع منه عن شهادته
أمام هذه اللجنة فقال:
عرضت في شهادتي خمسة أشياء وهي:
- مسألة حرب 1967 والتوسع الإسرائيلي الذي حصل في الجولان على اعتبار أنه عدوان غير
مبرر بقصد التوسع والاستيلاء على أراضي الغير. فالاحتلال والتهجير والاستيطان وكل
الممارسات الإسرائيلية في الجولان لا تتفق والقانون الدولي، وهي خرق سافر لميثاق
الأمم المتحدة، واستمرار هذه السياسة يشكل تهديداً دائماً ويعيق أي تحرك سلمي في
المنطقة.
- التدمير المنهجي للمكان. استعمال الجولان المحتل كساحة تدريبات حربية لمختلف صنوف
الأسلحة الإسرائيلية، وبالتالي قامت إسرائيل بتجريف القرى والمزارع، وهذا مناف
للمعاهدات ذات الصلة بحق المدنيين في الحماية أثناء وبعد النزاعات المسلحة، مع عرض
صور فوتوغرافية تثبت ما نقول. (صور الخشنية، عين فيت، القنيطرة...).
- تشتيت العائلات وانقسامها، حيث هذه هي المسألة الأساسية في الجولان المحتل، ووجود
النازحين الذين يقدر عددهم بنصف مليون إنسان، هي القضية الأساسية وكل ما عداها
يتفرع عنها.
- استخدام السكان كدروع بشرية لحماية معسكرات جيش الاحتلال. إن وجود معسكر إسرائيلي
داخل بلدة مجدل شمس، في قلب بيوت المواطنين، يشكل خطراً على منازل المدنيين وحياتهم
وممتلكاتهم، خاصة وأنه محاط بالألغام الأرضية، بالإضافة إلى أن قسماً من هذا
المعسكر وحقل الألغام يقوم على جزء من المقبرة المسيحية في القرية، وهو المكان
المعروف باسم "قبر جرجي" ولا يزال قائماً حتى اليوم.
- خلال شهادتي قدمت أيضاً شهادة عن حرق جيش الاحتلال الإسرائيلي لجبل الشيخ بصورة
متكررة، وبالتحديد هذا العام بعد انقطاع لخمس سنوات، قام بحرق الجهة الشرقية لجبل
الشيخ، وهذا مثبت في الصور التي تم عرضها أمام اللجنة، وشهادتي كمصدر أول لما حصل
في 19\05\2010، حيث وصلت الأمور بالجيش إلى عدم تحذير السكان من خطر النار
والألغام، الشيء الذي يدل على استهانتهم براحة الناس وسلامتهم، وعدم انتمائهم إلى
هذا المكان عبر حرق أجمل أشجاره وزهوره، حتى لو كان لأسباب أمنية. فإذا كانت حماية
الجيش الإسرائيلي وأفراده تتطلب حرق الجبل، فأحسن طريقة لحماية هؤلاء هي انسحاب هذا
الجيش من هنا.
كذلك لم يقم الإسرائيليون كقوة احتلال على الأرض بمحاولة إطفاء النار بأدواتهم هم
أو الاستعانة بقوة الـ UNDOF.
وقدمت اقتراحاً بأن تكون هناك عملية تنسيق بين سوريا والأمم المتحدة للحفاظ على
محمية جبل الشيخ بأشجارها وحجارتها.
وفي سؤال للسيد فخر الدين عن الفائدة من هذه الشهادات وعمل هذه اللجنة إذا كانت
إسرائيل لا تعترف بها ولا تتعامل معها، فقال:
إن عمل اللجان هو نشاط دبلوماسي وهي لا تستطيع فرض أي شيء على الأرض، وتكمن أهميتها وأهمية الشهادة أمامها بحفظ وأرشفة روايتنا عما يحدث، وبتجنيد الدعم والمناصرة للمواقف المعادية للاحتلال الإسرائيلي، وتعزيز التضامن مع القضية الفلسطينية وقضية الجولان المحتل. هذا التضامن الدولي واتساعه وزخمه هو أثمن ما تملك القضية اليوم، وذلك نتيجة للحالة العربية الرديئة، وهو النشاط المجدي الوحيد، وقد لمسنا ذلك في أسطول الحرية، والحفاظ على ذلك هو جزء أساسي للوصول مع إسرائيل إلى ما وصلت إليه جنوب أفريقيا، وبأساليب سلمية توفر الفرصة للجميع للمشاركة.