تعبيد طريق رئيسية وساحات داخل مقام النبي يهوذا (ع)
مقام النبي يهوذا\الجولان - «جولاني» - 23\06\2010
استمراراً لأعمال التطوير والبناء التي تقوم بها لجان الأوقاف في مقام النبي يهوذا
عليه السلام، تم اليوم تعبيد شارع رئيسي يمتد على طول الأرض التابعة للمقام وصولاً
لحدوده الشرقية، بالإضافة إلى بعض الساحات، وذلك ضمن المخطط الموضوع لتطوير المقام
وتجهيزه لاستيعاب الزوار، بعد أن أصبح مقصداً مهماً لأبناء الطائفة الدرزية من
الجولان وفلسطين.
وقد تواجدت في المقام اليوم جميع القيادات الروحية من قرى الجولان، بالإضافة إلى
العديد من رجال الدين، للوقوف عن كثب على عملية التعبيد، وتحسباً لأي طارئ قد يحدث،
لأنه سبق وأن قامت السلطات الإسرائيلية في مرات سابقة بمحاولات منع وتعطيل عمليات
البناء والتطوير في المقام.
نذكر أن رجال الدين في الجولان خاضوا في التسعينات من القرن الماضي معركة طويلة
وصعبة مع السلطات الإسرائيلية لتثبيت سلطة أوقاف قرى الجولان على هذا المكان. فقد
أوقف رجال الدين بالقوة محاولات البناء التي حاول مستوطنون يهود القيام بها في
المنطقة، فكان المستوطنون يبنون في النهار تحت حماية السلطات، فيأتي رجال الدين
ويزيلون البناء في الليل، قبل أن ينتقل رجال الدين في مرحلة لاحقة لانتهاج سياسة
الأمر الواقع، بواسطة البناء في المكان وحراسته.
وبعد أن وصلت الأمور إلى مرحلة خطيرة، قام المئات من رجال الدين في خلال 48 ساعة
بتشييد البناء الرئيس وتسييج المكان وحمايته، وهو ما اضطر السلطات الإسرائيلية
للرضوخ للأمر الواقع والقبول به.
ومنذ ذلك الوقت، وخلال سنوات قليلة، قام الوقف بتحويل المكان إلى مزار كبير يمتد
على 40 دونما وتجهيزه ً لاستقبال آلاف الزوار الذين يقصدونه، خاصة في أيام الجمعة
والسبت، للتبارك ولإيفاء النذر.
كذلك قام الوقف بزراعة جميع المساحات الغير مستغلة للمباني والمنتزه بالأشجار
المثمرة، وذلك لتثبيت ملكية الأرض وتبعيتها للمقام وللأوقاف.
وعن المقام يقول الشيخ رامز رباح:
مقام النبي يهوذا (عليه السلام ) يقع في الجهة الغربية الشمالية للمرتفعات السورية
المحتلة. يعود تاريخ المقام إلى ألاف السنين . في فترة ما بين سنة 1948 وسنة 1967
تعذر الوصول إلى المقام لأنه كان محاذٍ للحدود بين فلسطين المحتلة والهضبة السورية.
بعد الاحتلال مباشرة باشر السكان العرب السوريون من القرى الأربعة بترميم المقام
وصيانته والمحافظة على أرضه المقدسة التي تبلغ حوالي أربعين دونماً، وقاموا بتسييج
الأرض التابعة للمقام للمحافظة عليها. في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي بدأت
إسرائيل بمخطط لسلب السكان العرب السوريين هذه الأرض عن طريق زرع مستوطن وتمليكه
أرض المقام، وهذا بدوره بدأ بسياسة فرض الأمر الواقع بدعم مطلق من السلطة، وأخذ
بتحديد المقام وزرع سياج حديدي مع إسمنت بمحاذاة المقام، فقام المواطنون بالتصدي له
ومنعه بالقوة. وهب السكان العرب السوريون كعادتهم في المحافظة على الأرض، ودارت عدة
محاولات من قبل سلطات الاحتلال للاستيلاء عليها، ولكنها باءت بالفشل. فإسرائيل التي
اعتادت على فرض سياسة الأمر الواقع وجدت نفسها مجبره للقبول بالأمر الواقع الذي
فرضه السكان العرب عليها في هذه المعركة وفي هذا المقام المقدس. فقدسية الأرض
تضاعفت مع قدسية المقام المقدس وإرادة المواطنين وتصميمهم وعزيمتهم لا يمكن كسرها.
فلا مساومة ولا مفاوضة ولا تنازل عن ذرة تراب واحدة. فنحن نبذل أرواحنا رخيصة
دفاعاً عن الدين والأرض. وبدأ المشايخ بتطوير المقام وبناء الأمور الضرورية اللازمة
ليلبي احتياجات الزوار، واليوم كان مشروع تعبيد الطريق الداخلية في أرض المقام
وساحة للسيارات ، فحضر وجهاء من رجال الدين من كل القرى تحسبا لأي طارئ ورسالة من
الجميع بأن هذه الأرض مقدسة ولا يمكن التنازل عن ذرة تراب واحدة من أرضنا العربية
السورية.