تشريف دون تكليف
نبيه الحلبي - 24\07\2010
هل هذا هو قدرنا في مجدل شمس .أن يتفق المشايخ مع الجهال في كل شيء ويختلفوا في
الاجتماعيات؟؟؟؟ والاختلاف بالقضايا الاجتماعية أكثر ما يهدد النسيج الاجتماعي, وجو
الوحدة والتكافل, ومشاركة الناس بعضها في الأفراح والأتراح.وسلامة النسيج الاجتماعي
آخر خندق دفاع نلجأ إليه وقت الشدائد... فويل لمن يعبث به أو يفرط بوجوده.لأنه إن
زال زلنا.
ليس عند احد شك, بان قرارات الخلوة وجهد المشايخ الأجلاء ينصب ويهدف إلى حماية
المجتمع وصونه والحفاظ عليه من الانهيار إلى مهاوي الانحلال الخلقي والفلتان
...وبالتأكيد فان شباب البلد يتطابق رأيهم مع هذا المبدأ.ولا أرى معترضا عليه. ولكن
الاختلاف بالتعاطي والأسلوب ..وانعدام اللغة المشتركة. وفقدان المرجعية المشتركة
(شيوخا وجهالا).والتي من المفترض أن تكون مرجعا في مثل هذه القضايا....
..........في البحث عن المخرج والحل لهذه المعضلة .يجب علينا أولا, ترك أحكامنا
المسبقة عن بعضنا البعض جانبا ..واخذ جرعة كبيرة من التأني والهدوء والتأمل..
....إن ظاهرة الذهاب خارج البلد لإقامة أعراسنا. وما يرافقها من تكاليف ومخاطر سفر
ووجود لباس مبالغ في تحرره من كل احتشام.وشرب وسكر.وكل مظاهر البذخ والمصروفات
الغير لازمة..هي المشكلة الرئيسية...والحل يكمن ببساطة "" بإلغاء النقوط نهائيا
""......
لا انصح أحدا بان يتفاجأ ,أو ينذهل .أوان يحكم على الاقتراح فورا.أو حتى ينفجر
ضاحكا ..قبل أن يقرأ ويسمع الأسباب الموجبة لتبني هذا الاقتراح.وهي:
1...سيتوقف فورا الذهاب خارج البلد للقاعات. لان تكلفة العرس ستكون بالكامل على
حساب العريس. ولن يكون لديه صندوق نقوط يدفع تكاليف عرسه منه.. والتي تقارب بالعادة
حوالي 100 ألف شيكل.ولن ينتاب المشاركين شعور بأن عريسنا يفرح على حسابنا..
2...إن أوضاع الناس المادية الصعبة, تجعل من الضروري وقف النقوط , وتفسح المجال
لمشاركات أوسع في الأفراح . وتزيل الحرج في موضوع التسليف .لان التسليف مرهون
بأسعار التفاح, ووضع الدولار واليورو. وأشغال المسلف من عدمها.والأزمة المالية
العالمية وغيرها .فبالتالي تظلم ناس وتستفيد أخرى .ولن يكون هناك عدل أبدا.
3...بدون نقوط سيعمل العريس ألف حساب لتكاليف العرس كافة "بدلة عروس, وماكياج,
وتصوير, وفرقة موسيقية,وعشاء و و و" وسيختار بالتالي الأوفر, وما يناسب ميزانيته .
ويكون المجتمع قد أدى له خدمتين كبيرتين.. وهما المشاركة الواسعة بفرحه.. وتوفير
ماله. وعدم دفعه للسقوط في مستنقع الديون والشيكات الراجعة.
4...بخصوص العشاء .أقول بان الناس مصابة بالتخمة, وليس الجوع, وبرادات البيوت
جميعها مليئة بشتى أصناف الطعام, وخاصة اللحوم منها. فيمكن أن يكتفي العريس بطاولة
نقل مقبولة, أو عشاء عادي, إن سمحت له ظروفه بذلك. .
5...في حال قرر العريس إقامة عرس في قاعة بالبلد. أو في بيته.. وسمحت له ظروفه
بذلك. فلتكن البعدة لوالد ووالدة العريس فقط.وبالتالي سيشاركه الناس وبأقل تكاليف
ممكنة...
6...هناك من يقول وبحق. بأنني سلفت كثيرا وانتظر مناسبة في بيتي لأستد ..ولكن نقول
له بالمقابل .بأنك صحيح ستستد.ولكن ستعود بعدها لتسليف من سلفك .ونقع ثانية جميعنا
في دائرة مفرغة من السداد والتسليف لن تنتهي..
.....إن إلغاء التعاملات المادية في علاقاتنا الاجتماعية هو هدف بحد ذاته .وهذه
فرصتنا لتحقيقه . فيكفينا ما وصلت إليه حالنا الاقتصادية من هشاشة وتردي. وهدر أمول
بغير محلها . ولنعمل أفراحنا بكثير من المحبة والمشاركة وداخل قريتنا الحبيبة.
...استغرب حقا كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد من الحدة والتنافر بين المتدينين
والغير متدينين في موضوع الأعراس..وكأن هذه المشكلة آخر همومنا. وأنه لا ينتظرنا
مواجهة شرسة مع دولة الاحتلال في موضوع البناء في مقام الحزوري,. أو في اقتلاع
الأشجار . أو في تنفيذنا لمشروع الوقف... والذي بدأ فيه الاحتلال استدعاء, والتحقيق
مع أعضاء لجنة الوقف, وتهديد أصحاب البواكر في العودة للعمل بالمشروع..
...كيف سنتصدى لمعضلاتنا الحقيقية ونحن منقسمون على أنفسنا.لا يشارك الأخ أخيه في
فرحه؟؟؟..
بالعودة إلى ذاتنا سنجد أننا ما زلنا بألف خير "وأحداث اقتحام الشرطة ومحاصرتنا لها
تثبت ذلك" وأننا ما زلنا عائلة واحدة وبيت واحد .لا نفرط بوحدتنا وأمننا ومعيشتنا
وانتماؤنا وعقيدتنا...فلنزيل هذه الغشاوة من على عيوننا بأسرع وقت. ولنجلس سويا.
لنتحاور ونتناقش. ونبني مرجعية ذات مصداقية من شيوخ وشباب تكون لها الكلمة الفصل في
كل شؤون حياتنا .ولنكتب بحروف من ذهب وثيقة اجتماعية . على غرار الوثيقة الوطنية.
تنهي هذا الخلاف والتنافر في الشأن الاجتماعي..نتعهد بها جميعا. بالحفاظ على النسيج
الاجتماعي, ووحدة الصف والمؤازرة والتشارك بالسراء والضراء . وليكن شعارنا في
أفراحنا القادمة....التشريف دون تكليف..والتشريف بلباس جميل محتشم مراعاة للذوق
العام.
..."من ليس له كبير فليأت بكبير" ومشايخنا الأفاضل كبار يعتمد عليهم,ويعتد بهم.وتاج
على رؤوس العقال. ولن يتخلى عنهم شباب هذه البلدة .وأجاويدنا قلوبهم وعاطفتهم على
أبنائهم وبلدهم .وكلنا ثقة بحكمتهم وتدبيرهم . في الوصول إلى بر الأمان...