نشأة وتاريخ رقص الباليه - الجزء الأول
إعداد: أمين القضماني - 27\07\2010
مقدمة
لقد علمتني الحياة أن اقسّم اللقمات ليسهل هضمها , وأن أطلب مهاما واضحة وصغيرة
ليسهل تنفيذها ,وأن أختصر المقالات لتسهل على الجمهور الكريم قراءتها وفهمها وعدم
النفور منها . وبما أن هذا هو أول مقال أعدّه حول موضوع الرقص, فقد قررت أن أكتفي
بالفقرات التي أعددتها خصيصا لحفلة الباليه الأسبوع الفائت, لتكون الحلقة الأولى من
سلسلة سوف أعدها عن هذا النوع وغيرة من فنون الرقص في المرات القادمة. وهنالك عدة
أسباب جعلتني أفكر جديا في هذا الأمر وسأذكر منها: انعدام المعرفة في منطقتنا عن
هذا اللون الغني جدا,والشعور أن هذا الفن بعيد جدا عن ثقافتنا رغم دخوله منذ أمد
لمجتمعنا, وشح المصادر التي تشرح وتتعامل مع فنون الرقص - بجميع أنواعها - باللغة
العربية; إن كان ذلك في الكتب والمقالات أو عبرا لشبكة ألعنكبوتيه.
نشأة وتاريخ رقص الباليه – الجزء الأول
"جاءت
كلمة "الباليه" (Ballet) من كلمة Ballare الإيطالية وBallo اللاتينية القديمة،
وأصبحت كلمة Ballet الفرنسية الكلمة القياسية لهذا الفن القديم حتى الآن."
"في عصر النهضة الثقافية في أوربا بدأ الناس يهتمون بقيمة جسم الإنسان ودوره، الأمر
الذي دفع الاقتصاد والعلوم والثقافة إلى الأمام بسرعة هائلة. وفي إيطاليا مهد
النهضة الثقافية ، استخدم الارستقراطيون والأمراء الفنون كوسيلة وطريقة للتباهي
بقوتهم الاقتصادية وزيادة نفوذهم السياسي، حيث نافس بعضهم البعض الآخر باستثمار
أموال ضخمة في الفنون والثقافة. وبفضل ذلك تطورت الفنون في هذه الفترة تطورا مذهلا.
وفي ظل هذه الخلفية التاريخية نشأ رقص الباليه على أساس الرقص الشعبي البسيط في
القصور الإيطالية، وتطور من لعبة رقص إلى فن بأسلوب وحركات محددة".
"وفي القرن الخامس عشر جاء الملك الفرنسي تشارلس الثامن مع جيشه إلى إيطاليا، وفوجئ
باكتشاف رقص "الباليه بين المآدب" الأنيق والفاخر هذا، فجلب هذا الفن والفنانين
الايطاليين إلى فرنسا. وفي عام 1581 عرضت في زفاف أخت ملكة فرنسا لوييس أول مسرحية
رقص باليه ضخمة في التاريخ بعنوان:"الباليه الكوميدي للملكة" من تأليف موسيقار
وأستاذ رقص إيطالي".
"وأصبح رقص الباليه جزءا مهما في حياة القصر الفرنسي في القرن السابع عشر. وعشق
الملكان لويس الثالث عشر والرابع عشر هذا الفن ولا سيما الملك لويس الرابع عشر، حتى
اشترك في عروض الرقص بنفسه، حيث لعب أدوار البطولة في ست وعشرين رقصة باليه ضخمة،
ونظم ثلاثة أساتذة فنون كبار ليعملوا على إبداع وعرض رقصات الباليه، حتى تشكل أسلوب
جديد للباليه يدعى "الباليه بين الفصول". وفي عام 1661 أصدر أمرا بتأسيس أول مدرسة
رقص في تاريخ الباليه—معهد الرقص الملكي، وبدأ تأليف وتنظيم التدريب لرقص الباليه،
وحدد حركات الأيدي والأرجل في رقص الباليه، واستمر هذا النظام حتى اليوم".
"وفي النصف الثاني من القرن السابع عشر، خرج فن الباليه من القصور وصعد خشبات
المسرح وأصبح فنا مسرحيا. بفضل ذلك ظهرت أول دفعة من الممثلين المحترفين لعرض
الباليه. ولكن في ذلك الوقت لعب كل الأدوار في مسرح باليه راقصون رجال، وحتى عام
1681، عرضت في قاعة الأوبرا بباريس مسرحية بعنوان "نصر الحب" ظهرت فيها أول راقصة
للباليه على خشبة المسرح، وأصبحت الراقصة البطلة في المسرحية جيان فاندن أول
باليرينا أي راقصة باليه في التاريخ".
"ويلبس راقصو الباليه ملابسا خاصة التصميم حيثما كانوا في حجرة التدريب أم على خشبة
المسرح. وفي الباليه الكلاسيكي دائما تلبس الفتيات قمصانا سوداء وبنطلونات وردية
مشدودة على الجسم. وأسلوب الشعر جزء من ملابس رقص الباليه أيضا، حيث تشدّ الراقصات
شعرهن ليشكل كعكة شعر، حتى تظهر ملامح رؤوسهن وأعناقهن بوضوح وجمال. والحذاء الذي
يرتديه الراقصون والراقصات مصنوع من جلد خفيف وناعم أو قماش خيش. تلبس الراقصات
اللون الوردي والراقصون اللون والأسود أو الأبيض".
وسأختم مقالتي هذه بهذه الأبيات الزجلية التي كتبتها خصيصا للحفل وألقيتها في
الفاصل الأخير:
شو الرقص غير مواج عم بتثور | |
ما بين جزر ومد عم تلعب | |
وأغصان عم تهدى عليها طيور | |
والغصن لطيور الدني ملعب | |
وأوتار عم تعزف عريشة نور | |
وغيوم تعصر والارض تشرب | |
والرقص نعشة روح هز خصور | |
ولا يمل خصر ولا خصر يتعب |