بعد الرحيل ماذا عساني ان اقول؟؟
شمـــ الغروب ــــس - 07\08\2010
ها قد انتهى كل شيء قبل أن يبدأ..ها قد مات الحب قبل أن يستمر.. ها هي الذكريات
تتجول في مخيلتي لتحدث آلاماً وشجون تدمي مشاعري وتخرس أفكاري وتميت الأفراح في
نفسي.. ها قد رحل دون كلمة وداع تذكرني به.. سافر في طريقه وتركني وحيدة أبكي
الأطلال وأتذكر الجمال... جمال روحه التي باتت تسكن في جسدي.. جمال قلبه الذي صار
سويا مع قلبي.. ها قد ذاب كل شيء بلحظات كأنه لم يكن.. انتهت كل الحروف بعبارات
كأنها لم تكن.. توقفت كل الكلمات كأنها كانت تعزف لحناً.. لحن الحب الذي تمايل على
قيثارة السعادة.. لحن الحنين الذي تكلل في قلادة.. قلادة لبستها لأجعل منها تذكار
حبي.. إسوارة اعتصمتها دوما على ورود دربي..
لحن الحياة الذي غنته لي عيناه.. لحن الحنان الذي عزفته لي يداه.. لحن المحبة الذي
انشده لي قلبه.. قلبه الصغير الذي جعل مني إنساناً يتنفس ليحب كل شء..
هذا الأمل الذي خطفته مني أنامل الظلم.. هذه الفرحة التي دمرتها الحقيقة فحولتها
إلى حلم.. هذه البسمة التي كسرتها مخاوف البشر فوضعتها في قبور الظلام والوهم..
رحل.. ليبقي عيني تدمع من الفراق والبين.. ليجعلني أتالم وأصرخ من الأحزان ليفجر
جروح قلبي كلها في لحظة...
عد إلى يا من أحببت الحياة من أجلك.. يا من فرشت لك درب الورد من أجل عينيك.. يا من
حولت أحزاني إلى فرح ودمعتي إلى ابتسامة.. يا طفلي الصغير البعيد عن العين القريب
من القلب.. يا من عرفت روحك وأسكنتها صميم قلبي.. يا من حفرت اسمك في روحي وألبستك
تاجا ليبقيك ملكا على نفسي.. عساك تعود يوما لترعاك عيوني!!! عساك تكون قربي بين
دمعي وعيوني.. هل أراك يوما قريبا مني هنا في هذا المكان ..؟؟ أم أن فراقك بات بلا
وطن ولا زمان...؟؟؟ جمعتنا الأيام يوما وفرقتنا، فهل لها أن تجمعنا من جديد؟؟ يا
لهذا القلب الحزين هل سيتحول إلى قلب من حديد؟؟ شهيدة أنا في دنيا العشاق تراك يوما
إلي تعود؟؟.. ضحية قتلتها الأيام وراحت تعبث بها السنين.. طيبة عانقتها الأحلام
وأسكنت في قلبها الحنين.. صغيرة مرمرتها الأوهام وعاد لها الأنين.
نأتي إلى هذا العالم أجسادا صغيرة، ترحب بنا بسمة الشقاء وفرح بقدوم مولود جديد.
نأتي غرباء وصراخنا للوهلة الأولى يقول: "أنا جئت فهل من قلب كبير يرعى عيوني"؟؟
نأتي باكيين وكأننا نعلم أن الحياة تخبئ لنا الكثير من الدموع وقليلاً من البسمة
وأفراحا صامتة ولقاءات متجمدة وفراقاً بلا عودة.. نأتي ولم تزل حياتنا قائمة على
المحبة والاستمرارية ودونهما تختفي حياتنا.. وبعد سنين من مجيئنا إلى هنا نعلم أننا
ما زلنا ضعفاء، نبتسم حين يقترب الاحباء منا.. نضحك حين تمتلئ قلوبنا بمعاني الحياة
الجميلة.. نبكي حين يرحل الغوالي عنا.. نقسو حين يجرحنا أقرب الناس إلينا.. ننسى
حين تموت ذاكرتنا من الامل.. فلكل منا بداية ونهاية، ولكل لقاء في النهاية فراق..
فنفترق ونرحل من جديد .. نرحل!! ليعود الصراخ نفسه والحيرة نفسها والدمعة ذاتها
التي عبرنا عنها حين أتينا إلى هذا العالم...
لن تمت من مخيلتي مهما طال الزمن العليل.. لن أنسى انك موجود في روحي على هذا الدرب
الطويل.. ستبقى طفلي البريء في حدائق زهوري، وقمرا منيرا في سكون الليل.. ومائي
الصافي الغارق بين الانهار والجداول.. وصوري الباقية معي في كل المراحل.. ستبقى في
حياتي أغلى الغوالي وصغيري الوحيد المدلل.. لن أنساك.. حتى لو تحير قلمي ماذا عساه
أن يكتب بعد الرحيل.. ماذا عساني أن أقول..؟؟؟