كيف أحبّكِ أكثر؟
آرام الدّمشقي (اسم مستعار. الاسم الحقيقي محفوظ لدى موقع جولاني) - 09\08\2010

ولمّا كانت الأرض والسّماء والفضاء والعالم بأجمعه، كانوا في مصاف الذين لم يكونوا أبداً، حينئذٍ كنت أنت وحدك
أيتها الحسناء التي اجتاحت خيالي ، ضالّتي التي وجدتها بعد سنوات العمر الطويلة .
أيتها الأنثى التي أعشق خيالها والتي قرأت حروفها ذات مرّة..... فأصبحت مجنونها
تلك التي عبرت أسوار قلبي!!! اجتاحت جهنّم برمّتها .... حتى وصلت الي...
أطياف أنسامها السرابية تتبعثر من شفتي...
أخلقت من تراب مغاير للتراب الذي خلقنا منه؟
هل تدرك الفراشات احتراقها المبدع حول الضوء؟واذا كان كذلك، فلماذا تصرّ على الرّقص الموجع من جديد؟
أليس غريباً أنّ ما يدفعنا الى البوح هو ما يجبرنا على الصّمت؟
أيامي بدونك تمرّ مرهقة متعبة. تمضي مشرّعةً أبوابها للقدر، يستلمها الليل فتستكين، تبحث عن أمل يبدّد عنها وجع الاتنتظار، ولوعة الحنين، ليتناولها النّهار في مشوار مملّ في تفاصيله، طويل في احساسه ووحدته.
هي قصّة تتكرّر كل يوم، قصّة انتظار متعبة. انتظرك قدراً يغيّر مساري يفتح أبواب الفرح في حياتي.
أصعب اللحظات هي الّتي تبحث فيها عن شخص يشاركك اللحظة ويبادلك المشاعر، ولا تجده. تصبح الحياة جافة، بل وقاسية.نداء يفرض صوته حتى ولو كان همساً وأتسائل: ما قيمة كل ما حولي، وهو فارغ من معناه.
أترقّب من يشاركني اللحظة وتفاصيلها. يصبح الزّمن غريمي يختطف العمر ويرحل وأنا أراهن على الأمل.
بدونك حياتي صفحات متشابهة. فهناك مساحة في الدّاخل تنتظر لمسة حانية، احساساً صادقاً يفهم مشاعري.
أحتاج اليك،تمطر سمائي بفرحك، تنثر البهجة بحضورك.
أحتاجك واقعاً يجعل حياتي ذات معنى، وحقيقة تحوّل الأحلام الى حقيقة.
هذه أحلام يقظة ، أعمق الأحلام وأصدقها،أحلم حتى يتخثّر الدّمع في مقلتي ، وما يتبقّى منه يتناثر على وجنتي

كيف أحبك أكثر؟
كيف أهواك وعمق ولهي بك يرديني صريع وجعي بوحشتك
أتكوّر في غفوة الليل تصاحبني نظراتك الثّاقبة وصوتك المنبعث من ذاتي
أغلق ستار الظلمة وأحيا فيك محموما متضارب الفكر مسلوب الارادة متوحّد في لفظي وبوحي وسكوني ، محتمٍ بالأمل يداهمني البرد فترتجف أوصالي وتحترق تأوهاتي وأنادي عليكِ بكل حب لا يعرفه الوجود ولا يدركه المفقود.
كيف أحبك أكثر؟
أجد فيكي مفرداتي مفقودة ونداءاتي مخنوقة وتوحدي بك يغتالني لأبقى مستسلماً لجنوني في حبّك
أتراك تدركين قدرك في نفسي؟
قدرك أن تكوني في نبضي تلغيني وتحتويني تحتلين عرش وجودي...
أنت لي حبّاً يأسرني... يبعثرني ويكونني... حلماً يأتيني في كل ليلة، رضيت بزياراته المتقطّعة، وان غاب يوماً تناثرت أملاً بأن يلقاني في اليوم التّالي.
جعلت في أشباح طيفك كبريائي، وارتميت في أسرك مبتهجاً أسألك بكل جوارحي:
كيف أحبك أكثر؟
أراكِ فأقتات الحزن لوعة، وألعق دموع الهزيمة خيبة، تراني أخطر لها أم أنها تنساني؟
حتى وان تنساني يبقى انتظاري هو حصيلة وجدي وألمي ورغم وجعي منكِ وفيكِ لا زلت أتسائل :
كيف أحبّك أكثر؟
يا للهفي المتواصل ... وحنيني اللا متوقف...
أراكِ ... وأستعجل الانصراف لألملم ارتباكي...

بيني وبين نفسي ألملم خصلات شعركِ عن جيدك لأطبع قبلة... يتفتح زهر جلدك ، تصبحين شجرة ورد، بنفسج ، وياسمين، وزهر رمان. وبعدها أطلق سراحك كي أشتاق اليك وكي أحبك أكثر..
أرحل فأنسى جلدي فوق جلدك، وعطري في شعرك
كيف أحبّك أكثر؟
أنتِ ألتي إذا تزيّنتي تفتنين ، واذا ابتسمتي تسحرين ، واذا قسوتي تقتلين.
تداعب همسات حروفك أذني، تحاصرني فيعجز النسيان عن كبحها.
كيف أحبّكِ أكثر؟
في تلك اللحظات التي أكون فيها وحيداً في حجرتي الضيّقة بالكتب والدّخان، جادلاً خطواتي في الذّهاب والمجيء، أشعر بطغيان الحزن. أفرّ منكِ وأبتعد وأرحل وأتجاهل وأتشاغل، أهرب منكِ فأجدكِ أمامي، معي، منّي، في، وأجدني أسأل نفسي:
كيف أحبّكِ أكثر؟
يا جرحي الذي استعمرني حتّى الفناء، كيف يتسلل الشوق الى العظم مثل برد الصحراء؟
اسائلكِ باسم الفراشات الملوّنة
هل نامت ذراعيكِ تحت خدّيكِ تستقبل الدّمع؟
هل ذقتِ مرارة أن يبكي قلبك؟
وهل ارتميتي ذات مرّة قرب دموعك تسألينها الرحيل؟
وهل أسمعتي الوسادة صدى آلامك؟
ما لم تجرّبي كلّ هذا فلن تدركي كم أحبكِ أكثر.... وأكثر.... وأكثر
لم اجد شيئاً نفيساً يكون هديّة... فأهديتكِ كلمات.... وعمري ، فليس أغلى من العمركي أستطيع أن أحبّكِ أكثر..... وأكثر.....
وأكثر.....