«عين الريحان» - أكثر من مهرجان للنحت
عين قنية\الجولان - «جولاني» - 11\08\2010
يقترب مهرجان النحت الثالث في الجولان، والذي يقام في عين الريحان في عين قنية، من
نهايته، ولا يزال الفنانون منهمكون في عملهم على منحوتاتهم التي تعتبر من دون شك
الحصيلة الأساسية لأعمال المهرجان، والتي من المفروض أن تخلد اسمه وتبقى شاهداً على
قيامه، عندما تزين شوارع وساحات عين قنية عند الانتهاء منها.
لكن منظمي مهرجان عين الريحان جعلوا منه أكثر من مهرجان للنحت. فالفعاليات التي
تقام على هامش المهرجان، والحراك الاجتماعي الذي يحدث هناك كل يوم وكل مساء، لا يقل
أهمية عن أعمال المهرجان ذاته.
فالعشرات، إن لم يكن المئات، من أهالي عين قنية وباقي القرى، يجتمعون هناك كل مساء،
يتوافدون لمشاهدة الفنانين وهم يعملون على منحوتاتهم، ويراقبونها تتطور يوماً بعد
يوم، ليس هذا فقط، بل إنهم يأتون إلى المكان للاستمتاع بالأجواء الرائعة التي ترافق
المهرجان، والتي يمكن تشبيهها بأجواء العيد.
المنظمون من جهتهم اهتموا بإقامة فعاليات يومية مسلية، تشارك فيها كافة الفئات
العمرية بتناغم وتداخل رائعين، وهو ما يضفي على المهرجان هذه الأجواء الدافئة
والمرحة، التي تجذب العائلات للعودة كل مساء إلى عين الريحان للاستمتاع بفن راقٍ
وأجواء مرحة ومسلية.
كاميرا «جولاني» زارت «عين الريحان» مساء أمس وسجلت لقاءاً مع الفنان وائل طربية،
وسجلت أيضاً لقطات من الفعاليات المسلية التي أقيمت هناك.
الفنان وائل طربيه قال لموقع «جولاني»:
"مهرجان النحت الثالث في عين الريحان هو جزء من مشروع متكامل بدأ في مهرجان النحت
الأول في العام 2007. مجموعة الفنانين المشاركين والذين عددهم 9 من مركز فاتح
المدرس للفنون والثقافة، يعملون كل في الاتجاه أو البحث الخاص به. تم تنظيم
المهرجان مع مجموعة من شباب عين قنية، ومن خلال الأيام التي انقضت من المهرجان أتضح
أن هذه الصيغة للتعاون ناجحة جداً بين شباب عين قنية ومركز فاتح المدرس. ظروف تنظيم
المهرجان، العمل فيه، المكان، كلها رائعة وممتعة جداً. أنا شخصياً مستمتع جداً في
العمل هنا. قد لا تكون المهرجانان هي الصيغة المثلى لإنتاج عمل فني بامتياز، لكن
كمهرجان نحت مفتوح للجمهور له جوانب أكثر من فنية، والتي هي إنتاج أعمال فنية على
مرأى ومشاهدة من الناس.. الحديث معهم.. السؤال.. الكلام.. تقريب العمل الفني للناس.
هذه قيمة أساسية للمهرجان، وقيمة تكسر الكثير من المواقف المسبقة الغير دقيقة
والغير صحيحة بالنسبة للفن. فالعمل الفني هو إنتاج، مع الاختلاف في طبيعته كعملية
إبداعية، لكنه نشاط منتج مثل أي نشاط آخر.
بالنسبة لعملي، الحقيقة أنني لست راضياً بصورة تامة عنه. هناك الكثير من الارتجال
في الفكرة، بل أن الارتجال هو أساسي في العمل، والسبب أنني لم أتمكن من العثور على
صخرة مناسبة لفكرة العمل الذي كنت أنوي إنجازه هنا، فسرت مع طبيعة الصخرة المتوفرة،
والفكرة تكونت على مراحل وتطورت من خلا العمل، لذا قلت أن فيها ارتجال.
هذه تجربتي الأولى في العمل على الصخر، وأعتبرها مرحلة تعلم، وهذا الجزء الإيجابي
في الموضوع – بأنني أتعلم شيئاً جديداً. فكرة العمل فيها مباشرة، وفيها نواح سردية،
والتي هي توازن بين عبء، أو ثقل، أو حمل.. سمه كما تشاء.. المربوط بالأشخاص في
الجانب الثاني من الصخرة، فهناك ربط بين الإنسان والمسؤولية والعبء، وهذا تجاوب مع
طبيعة الصخر، طبيعة المادة، ويمكن قراءته في اتجاهات متعددة. هذه الفكرة الأساسية
التي أعمل عليها، وأتمنى أن تخرج عملاً فنياً مقبولاً في نهاية المطاف".