كمشة محبة
رحاب بريك
بعد شهر بالتمام يهل علينا عيد الفطر المبارك
بالله عليكم يا كل المقربين إلي والغاليين علي
هلا تراجعتم معي خطوة للوراء ، ولبيتم دعوتي (للتأخر)؟؟
إن كان لي مكانة في قلوبكم ، لا ترسلوا إلي بمعايدة مكتوبة هذه السنة بالذات
ولا تضغطون على هواتفكم النقالة ، باحثين عن معايدة مكتوبة من شركة الهواتف النقالة
واحرصوا على ألا ترسلوا إلي هذه السنة بالذات ، رسائل (سمسمية) كما فعلتم معي ومع
جميع من تحبون في السنوات الماضية هذه الرسائل لا تعني لي شيئا يا أحبائي، وهذه
الجمل التي كتبت بشكل
أوتوماتيكي ، لم تعبر من خلال تدفق الدماء بقلوبكم. لم ولن تحاكي نفسي المشتاقة
للقياكم
ودعكم من الأعذار المقبولة والا مقبولة هذه السنة بالذات.
فتقدمكم أعياني يا أحبتي ، وجعلني أتوق لارتشاف طعم فرحة العيد .
فبالله عليكم حين يزورنا العيد ، لا تتراجعوا عن السير نحو داري ، ولا تتنازلوا عن
معايدتي وجها لوجه. ولا تتنازلوا عن القدوم لشرب قهوتي ولتذوق الحلويات التي سأقضي
ساعات بإعدادها.
فقد بت أشتاق لرؤيتكم تلتفون حول مائدة الطعام في بيتي في ليالي العيد .
وبت أشتاق لرؤية الأطفال بملابسهم الزاهية ، يأتون متراكضين تحثهم لهفة الطفولة
للحصول على العيدية. فلا تحرموني من رؤية بسماتهم الرائعة وفرحتهم بتلقي العيدية.
حتى العيدية لم تعد تعني للأطفال أي شيء اليوم!!
فلا تنسوا ولا تتناسوا هذه السنة ما طلبته منكم ، فتضغطون على رقم هاتفي بجملة
أرقام الهواتف الأخرى. ولا تجعلوني رقما من ضمن تلك الأرقام التي لا تعني لكم شيئا
سوى القيام بالواجب.
وإن حدث وبعثتم إلي بمعايدة إلكترونية ، اعذروني إن لم أعد إليكم بمثلها، فأنا
امرأة تجهل قوانين التقدم وترفضها، خاصة بكل ما يتعلق بمناسباتنا الاجتماعية.
فبالله عليكم إن كنت غالية على قلوبكم راعوا تأخري ، ولبوا ندائي الذي يدعوكم
بالمحافظة على أسمى العلاقات الإنسانية ألا وهي زيارة المقربين والأهل والأصدقاء في
أيام العيد الفضيلة..
ولا تنسوا أني بحاجة أليكم هذه السنة بالذات، ففي نفسي رغبة بالحصول على حفنة من
الحنان. وفي قلبي حاجة ماسة وجوع أشد قسوة وضراوة من قسوة الصيام، تطالبكم هذه
الحاجة التي تحتل نفسي بجعلكم تشعروها بالاكتفاء من خلال حضوركم في زمن حزني،
وتطالبكم بكمشة محبة، باتت تتوق للحصول عليها في زمن شحت فيه كل موارد المحبة.