ردا على مقال السيد وهيب ارسل هذه الخواطر.
فاضل فخر الدين - 24\08\2010
1- في النذر
في الزيارة جلس الشيخ العاقل ومرافقه الجاهل وهو يترجم اقوال الشيخ في التعديلات
الجديدة على قوانين البعدة بلغة لعل الشباب يفهموها. قال الشيخ: المشكلة في الفوج
الجديد من المشايخ فهم يتحكمون ولا نملك رفضهم. فقال المرافق : المشكلة في الفوج
الجديد من الجهال فهم يتحكمون ولا نملك رفضهم.
سألني ابني : ما الفرق بين منتزه حرش التل وبين مقام اليعفوري عليه السلام؟
قلت استغفر الله، الفرق شاسع فالمقام ليس منتزه وليس به مسبح للأنجاس العراة وهو
أصلا مكان مقدس والزيارة اليه لايفاء النذر.
قال ابني: بل ليس هناك فرق حسب ملاحظتي؟ فالناس تذهب للترفيه وأكل اللحم المشوي في
المكانين.
ويلعب الاطفال بالكرة والدراجات ويشترون البوظة والالعاب من البياعين في المكانين.
وهناك عمال يعتنون بالنظافة والترتيب والامن مقابل اجر معلوم في المكانين.وعلى فكرة
فنحن كذلك ندفع ثمن الدخول في المكانين. اليست نقود النذر التي نضعها في الصندوق هي
نفس ثمن الدخولية في المنتزه؟ ثم أن الداعي للزيارة أصلا اليس هو نفسه في المكانين،
الراحة النفسية سواء كان سبب الزيارة دينيا ام فقط ترفيهيا؟
قلت قد يكون كذلك ولكن النقوط الذي تدفعه في المزارهو بالنهاية مال عام لا يذهب
لجيب خاص مثل المنتزه وهو يعود عليك وعلى الجميع وليس على فئة معينة دون غيرها، حتى
من لم يدفع. بينما في المنتزه فما تدفعه يذهب فقط لمشغل المنتزه.
قال ابني: حقاً؟
_____________________________________
2- في التأهيل
قالت ابنتي : لقد رأيت الدموع في عيني عمي والد العروس لان اخاه الشيخ لم يحضر
العرس. هل عمي والد العروس كافر؟
قلت لها ديننا ليس دينا تبشيريا ولا تكفيريا. لا يملك احد مفاتيح الجنة او النار.
قالت اذا ماذا نقول في من يحرم الاخ من فرحة اخيه والاب من مشاركة ابنه؟
الشيخ التسعيني الذي عرضت عليه مرافقتي بالسيارة من بيت العريس قال بحزن: لم ار
بحياتي عرسا كئيبا كهذا. الله لم يمنع الفرح ولم تكن الاعراس هكذا في أيامنا. لا
توجد قاعة ولا فرقة غنائية ولا مشروب حرام ولكن بدون اغنية او زغرودة هذا والله
حرام. كنا نذهب مشيا لقرية بعيدة لساعات حتى نشارك بدبكة في عرس.
قالت ابنتي: والان نسافر بالسيارة، اليس هذا افضل؟
______________________________________
3- في القاعة
قال احد الشباب لرفاقه: اتفقنا اذا ان القاعة ضرورية.
في تلك الاثناء شقت شبكة المجاري ومدت شبكات مواسير الحديد في بساتين التفاح وبيعت
الارض.
بعد عشر سنوات اكمل الشاب: فالارض موجودة.
في تلك الاثناء بنيت 5 برادات و4 معارب واختفت النقود.
بعد عشر سنوات اكمل الشاب: والنقود موجودة.
في تلك الاثناء بني 500 خزان حديد وبني بيت الشعب .
بعد عشر سنوات أكمل الشاب : والقوة موجودة اذن ماذا ينقصنا؟
نظر الشاب حوله فوجد الشباب الذين كان يتحدث معهم وقد شابت شعورهم وانحنت ظهورهم.
بعد عشر سنوات قال احدهم وهو يسعل:
تنقصنا العزيمة.. العزيمة. انا معي كرت العزيمة عالقاعة ماذا عنك انت؟
______________________________________
فاضل فخرالدين
fadil.eldin@gmail.com
