في مسعدة.. حارة نسيها الزمن!!
مسعدة\الجولان - «جولاني» - 14\09\2010
يشتكي أهالي حارة «العمارات» في مسعدة، منذ سنوات، من سوء الأوضاع ومن الإهمال من
قبل سلطة المجلس المحلي. الأهالي يشتكون لكنهم لا يلقون أي آذان صاغية، في الوقت
الذي تستمر فيه معاناتهم بصورة يومية، يصبح معها العيش في هذه الظروف صعبا جداً.
المشكلة الأساسية التي يعاني منها السكان هي وجود "حظائر الماعز" على بعد أمتار من
البيوت، وهذه الحظائر تصدر رائحة مزعجة ومنفرة جداً، بحيث أنه من الصعب على الأهالي
فتح نوافذ بيوتهم، للتهوية أو لتخفيف الضغط في الأيام الحارة، ما يجعل العيش فيها
كابوساً مزعجاً جداً.
مشكلة الحظائر لا تقتصر على الرائحة فقط، بل لكونها مصدرا للبعوض والحشرات السامة
الأخرى، هذا عداك عن الأفاعي والفئران وغيرها من الزواحف، التي تسرح وتمرح في
الحارة على هواها.
الأهالي اشتكوا من الحشرات السامة التي تسبب للأطفال خاصة أمراضاً وتعقيدات صحية
خطيرة، وأتوا على ذكر عدد من الأمثلة، لأطفال قضوا أشهراً تحت العلاج الطبي، نتيجة
تعرضهم للسع هذه الحشرات.
ليس هذا فقط، بل يصر الأهالي على ارتفاع نسبة إصابة أطفال الحارة بمرض الربو، التي
تتسبب بها الأجواء الموبوءة في الحارة، كما يعتقدون.
إحدى السيدات تقول أن نشر الغسيل، الذي يعتبر أمراً بديهيا لكل سيدة، يصبح في
الحارة من سابع المستحيلات، ذلك لأن الدخان والرائحة و الأوساخ المتطايرة من
الحظائر تجعل هذه المهمة البسيطة لربة البيت مستحيلة.
سيدة أخرى أطلت من شرفة بيتها، قالت: وكأن هذه الحارة لا يكفيها الحظائر، فقرر
المجلس المحلي توجيه شبكة تصريف المياه إليها، فكل المياه التي تطرحها المنازل في
الحارة المجاورة، تصب صيفاً شتاء من خلال أنبوب على الشارع الرئيسي الداخل لهذه
الحارة، وهذا بدوره يجلب معه المزيد من التلوث والحشرات، ناهيك عن أن قطع الشارع
والوصول إلى البيت يصبح أحياناً مهمة مستحيلة، خاصة في أيام الشتاء.
السيد معين الولي، أحد ساكني الحارة، قال أنه لا يريد الإضرار بمصدر رزق أصحاب
الحظائر، وهو كان قد توجه إليهم بهذا الخصوص، وهم مستعدون لنقلها إلى أماكن أخرى
بعيدة عن البيوت، لكن ذلك ليس بمقدورهم، فعلى المجلس المحلي أن يجد لهم حلاً،
ويعطيهم تصاريح لنقلها إلى أماكن أخرى، لكن المجلس المحلي يتقاعس عن ذلك ولا يصغي
لشكوى الأهالي.
ويضيف معين أن المجلس المحلي يطالبهم بدفع ضريبة «الأرنونا»، لكنه في المقابل لا
يقدم أي خدمات، فعلى أي أساس سيدفع الناس الضريبة.
الأوضاع فعلاً مأساوية، وعندما يتجول الإنسان هناك، يخيّل إليه أنه غير موجود في
الجولان بل في عالم آخر. فالحارة ليس فيها شارعاً واحداً معبدا، وليس فيها إنارة
بتاتاً، والرائحة الكريهة المنتشرة فيها تبعث على الغثيان، والذباب والبعوض يسيطر
على أجوائها سيطرة تامة.. إنها «حارة العمارات» في مسعدة عليك أن تزورها لكي تفهم
فعلاً حجم مأساة أهلها.