هاجس كرسي
عصام محمود – 21\09\2010
أنا
وأنت أيها الكرسي ارتبط مصيرنا معاً منذ سنين، والآن جاء الوقت لنقف سويا وندافع
بكل شراسة عن هذا الرباط، أمام قوم يزعمون أننا لم نعد نلائم احتياجاتهم، وأصبحنا
موضة قديمة لا تواكب العصر. يحاربون علاقتنا هذه بشتى الوسائل، ويفضحون أسرارنا من
على كل المنابر. لقد جندوا رجال الدين ليقفوا في صفهم، ويصدروا القرارات الصعبة
التي لا يمكن كسرها أو العدول عنها، وبذلك فقد وضعوا علاقتنا القوية على المحك،
وذلك بعدما كنا قد أقنعنا رجال الدين في الماضي بأننا وحدنا نستطيع الحفاظ على هذا
الجيل من الضياع. وعلى الصعيد الاجتماعي، فكل المجتمع يقف في صفهم، فقد فوتوا علينا
الفرصة بإقناع المجتمع بأننا وحدنا نقف ضد مخططات هذا الاحتلال بأنواعها (بما يمت
بصلة للطلاب).
عزفوا الموسيقى أمام المدرسة وفي ساحة البلدة، رسموا العديد من رسوم الكاريكاتير
التي تصف مدى قوة علاقتنا، وطيروا الطائرات الورقية عالياً، لتفضح علاقتنا أكثر
وأكثر، وأيدها أكثر عدد من الناس. والآن يعتصمون كل يوم مهددين بالتصعيد، ويمنعوا
لقاءنا كل يوم لمدة ساعتين في الصباح.
لماذا أيها الكرسي؟ لماذا كل هذا؟ هل لأن علاقتنا قوية إلى هذا الحد؟ هل لأن المفتش
غير مبال ويطبق سياسة أصبحت واضحة، وحل هذه المشكلة في أسفل سلم الأولويات لديه؟
هل لأن سياسة هذه الوزارة هي تجهيل هذه الأجيال المتعاقبة، ولا تمت بصلة للتربية
والتعليم؟ أعدك أيها الكرسي أن كل هذا لا يهم. فالأهم هو علاقتنا القوية ومستقبلنا
معا. لأن نهاية المطاف تقترب لنفوز معا بتعويض ننتظره منذ سنين عديدة.. ومن يبالي
بمستقبل أولاد هؤلاء القوم وهذا المجتمع...