عندما لا ينفع الندم
صالح جميل أبو صالح
لقد قرأت بيان الاطباء البشريين في الجولان، والحقيقه انني استهجن هذا الرد العنيف
من قبلهم لقيام نقابة الاطباء السوريين، بتكريم احد اطبائنا.
ليس هذه استهجاناً بقدر ما هو عتب ولم اتوقع هكذا رد، فباعتقادي ان التكريم وجدَ كي
يتخذ الاخرون منه عبره ويحذون حذوَ المكرم كي يرفعوا من مكانتهم بين اهلهم.
لقد اصبنا في الجولان بداء الأنا، وهو داءٌ ليس له دواء سوى ارتقاءنا لروح
المسئوليه وحب الاخرين قبل الذات.
انا لا اعتقد ان هذا التكريم قد جاء اعطباتا او لأن المكرم ابن فلان او علان، فلا
احدٌ منا ينكر رفعة هذا الانسان اولاً والطبيب ثانياً بيننا، وحتى على مستوى
المجتمعات الاخرى.
لا اقصد بهذا – لا سمح الله - حتى لا يُساء فهمي، ان احداً غيره لا يستحق التكريم.
فكلٌ في موقعهِ يستحق التكريم، المزارع الذي يحافظ على ارضه، والعامل الذي يأمن
لقمة العيش الكريمه لاهله، والمهندس والطبيب والجامعي ...الخ.
وهنا اسأل نفسي سؤالاً مهماً، هل ارتكبت نقابة الاطباء السوريين خطأ فادحاً حين
كرمت طبيباً دون الاخرين؟
جوابي وبكل صراحه: نعم، لأننا وما دمنا بهذه الذهنيه والعقليه فنعم والف نعم، أحدٌ
منا لا يستحق التكريم، حتى نعرف ما معنى التكريم.
اخواني واخواتي ابناء هذا المجتمع بكافه شرائحه، لنقف وقفةً صغيره مع الذات ونسأل
انفسنا: من نحن وهل أُصبنا بجنون العظمة،حتى حسبنا انفسنا أفهم من غيرنا وأدرك
للأمور منهم؟
قبل فترة وجيزة، نتفنا ريش بعضنا على مواقعنا الالكترونيه بين مؤيد ومعارض لمدير
مدرسه، وحتى مواقعنا الالكترونيه نفسها فعلت نفس الشيء فيما بينها نتيجة غلطة او
هفوة قامت بها احدى هذه المواقع بقصد او غير قصد.
وهنا انوه وبكل صراحه الى شيء خطير، واحمل اصحاب المواقع الالكترونيه وبدون استثناء،
المسؤوليه كاملةً عن استبيان صحة كل مقال يردكم بهدف النشر وان يذيل كل مقال باسم
كاتبه الحقيقي للمصداقيه، وحتى مسألة التعليق على المواضيع المختلفة، إن لم تحمل
اسم صاحبها فلا تستحق النشر، لأن التعليق وجد للفت نظر الكاتب لشيء ربما غاب عنه او
نسيه، والهدف ان يتدارك ذلك في مقالاته وكتاباته الاخرى، وحتى الاختلاف في وجهات
النظر لهوَ أمرٌ مفهوم وحضاري ولكن ضمن حدود الادب والاخلاق وليس القذف والتشهير.
عندما يكرم احدنا وطبعاً بحق اياً يكون، يجب ان نفرح جميعا لان هذا التكريم بالمعنى
الكبير، تكريمٌ لنا جميعاً وليس لشخصه فقط، وعندما يحصل احدنا على جائزه عينيه او
معنويه، فهيَ جائزه لنا جميعاً.
اخواني فلنحب بعضنا البعض ولنتمنى لبعضنا المحبة ورفعة الشأن، واعتقد ان التكريم
لأي شخص كان بشرط ان يستحقه فهو يزيد من لحمتنا الوطنيه وتكاتفنا مع بعض.
اخواني واهل بلدي افيقوا حتى لا نصل الى زمن لا ينفع فيه الندم، وتصبحون على ما
فعلتم نادمين.