المشهد الثقافي في
اليوم الثاني من مهرجان الجولان للثقافة والفنون
الجولان - جولاني - 02\10\2010
أربع فعاليات من العيار الحقيقي كانت من مميزات انطلاقة مهرجان الجولان للثقافة
والفنون، ستبقى حاضرة في المشهد الثقافي الجولاني لهذا العام. بدأت يوم أمس بكرنفال
المهرجان، بمشاركة فرقة كوكتيل زمن، وجمهور كبير، وحفل الافتتاح مع فرقة توت ارض
الجولانية وفرقة زمن العكاوية، اللتان ألهبتا الجمهور الجولاني بروعة الأداء
والتنفيذ والإخراج. وتواصلت الفعاليات في اليوم الثاني بافتتاح معرض الفن التشكيلي
لعشرة فنانين تشكيليين من الجولان المحتل ومناطق الجذر الفلسطيني، حيث شكل المعرض
حالة تزاوج شرعي بين القيم الأصيلة في الإنسان الحي فينا في هذه الأرض التي ابتليت
بمحنة الاحتلال الإسرائيلي، فجاءت اللوحات الفنية التي برعت بها ريشة الفنانين
لتحملنا إلى عالم الروحانيات والتعابير الوجدانية، فحولت تلك اللوحات الصامتة إلى
جداريات تحاكي الوجع الإنساني، مشخصة أحاسيسهم بأعمال فنية رائعة. وقد تميز المعرض
بمشاركة واسعة من المهتمين بالشأن الثقافي في الجولان، أبرزهم من فلسطين الكاتب
والأديب الفلسطيني سلمان ناطور.
وافتتح د. تيسر مرعي، مدير جمعية جولان للتنمية،
المعرض بكلمة رحب بها بالفنانين المشاركين وانتاجاتهم التي يفخر بها الجولان،
ويفخرايضاً بهذا التزاوج الفني الفلسطيني السوري، بكل ما يحمله من مضامين أخلاقية
وسياسية ووطنية، واعتبر "إن إحدى محفزات الإبداع الفني والثقافي الذي
نعتز به يعود إلى ظروف الجولان كمنطقة معزولة ومحتلة، يتهدد وجودها ضياع هويتها
الثقافية الوطنية"، وأضاف "ان شهادات الإخوة من فلسطين عن تميز منجزات الجولان
الثقافية، لهو عامل محفز ومشجع يشعرنا بالأمان والإصرار على مواصلة مشروعنا الثقافي
وتطويره ورفده بكل الإمكانيات المتاحة، بالتعاون مع عمقنا الفلسطيني لاغناء تجربتنا
الفنية والثقافية. وأشاد د. تيسر بالدور المتميز للمراكز والمؤسسات الجولانية في
الانتاج الفني، وفي المشهد الثقافي الجولاني، متمنياً ان يكون المهرجان هذا العام
نواة للتواصل والاستمرار سنويا. واختتم كلمته بشكر الفنانين المشاركين والعاملين
لانجاز هذا المهرجان، معلناً عن تخصيص كافيتيريا بيت الفن مكاناً للالتقاء قبل بدء
فعاليات المهرجان اليومية في قاعة الجلاء خلال فترة المهرجان..
ومن معرض الفن التشكيلي، واللقاء المفتوح في كافيتيريا بيت الفن،
إلى قاعة الجلاء،
حيث نفذت بطاقات الحجز، وزاد عدد المشاركين عن سعة القاعة، مما اضطر المنظمين إلى
إدخال عدد آخر من المقاعد، فيما بقى عدد أخر واقفاً لمشاهدة العرض الأول والأخير
من المسرحية الكوميدية الساخرة، التي انتجها مسرح عيون.
المسرحية عبارة عن ستة سكيتشات مسرحية متنوعة تعكس مواقف من حياتنا اليومية، يشارك
بها خمسة من طلاب مسرح عيون، ثلاثة منهم سيغادرون الجولان لاستكمال دراستهم في دمشق. وتعبر المسرحية عن صفات النفاق والكذب الاجتماعي والسلوكيات التي تطغى على
سلوكياتنا وعلاقاتنا الاجتماعية من اجل مسايرة جماعة او فرد لصاحب نفوذ او مركز
اجتماعي، وتتحول احيانا الى نوع من الافتراء والرياء الرديء،
فتقتحم مناسباتنا وافراحنا واحزاننا،
وتطغي على كلامنا ووعوداتنا، وتتعزز في علاقاتنا الشخصية والمهنية...
ارتجاج..هي صفة تلائم تلك الاوجاع التي نعتقد إنها لا تقربنا، وكلما تحدثنا عن
مشاهدها، فاننا نعتقد انها لا تشملنا.. لكن الحقيقة دائما موجعة، فمن خلال العمل
المسرحي الجديد لعائلة مسرح عيون، اطلت علينا المخرجة امال قيس ومعتز ابو صالح،
بعمل مسرحي، تميز وبجدارة بأسلوبه النقدي الجديد على الساحة الثقافية والمسرحية في
الجولان المحتل، فما عجزت عن مداواته وعلاجه الساحة السياسية والاجتماعية في
الجولان، استطاع مسرح عيون في انتاجه الجديد، تسليط الضوء بجرأة وشجاعة على تلك
الأشياء المخبأة في ذواتنا، والظاهرة خارجنا.. ظاهرة الكذب والنفاق التي تؤرقنا
كلما تضررنا، ونتناساها كلما مارسناها بغفلة من الوجدان والضمير داخلنا.. هذا
الرياء سيبقى يتعزز تدريجياً، ان لم نجعل الانسان الحيّ فينا يتمرد على هذه العدوى التي تتغلغل فينا.
ارتجاج... في مهرجان الجولان للثقافة والفنون الساعة الثامنة في قاعة الجلاء
لزيارة موقع مهرجان الجولان للثقافة والفنون اضغط هنا