المهرجان الثقافي
(4): المتشائل.. حين يبكي الرجال
مجدل شمس\الجولان - «جولاني» - 04\10\2010
"أفضل أن أعيش في بلدي المشوه على أن أكون لاجئا. فكرة أن تكون لاجئا هي إهانة
للحس الوطني والكرامة الإنسانية، وطوال الوقت علي أن أسأل نفسي لماذا لا أجعلهم هم
لاجئين هؤلاء الضيوف؟! نعم ضيوف، فنحن لسنا أقلية، وهم الذين جاءوا علينا دون
أن يدقوا بابنا، ولكن قد تكون هنا طريقة جديدة، أقصد نوعا آخر من المقاومة علينا
أن نجربه، ولن أجعلهم يحبطونني فأنا قوي بضعفي الإنساني"
"محمد بكري".
تاريخ في الفن وعلم في تاريخ ما يسمى فلسطين عام الـ48، تعاطى مع فنه كجزء لا يتجزأ
من مسيرة الشعب الفلسطيني ونضاله. محمد بكري على خشبة مسرح عيون في الجولان السوري
المحتل، في رائعته الفنية.. المتشائل.. التي ولدت قبل أكثر من 24 عاماً، وكبرت معه
على خشبات المسارح في كل أنحاء العالم.. المتشائل لقاء بين قمتين .. فروعة النص
للكاتب الراحل إميل حبيبي، وروعة الأداء لممثلنا الكبير محمد بكري، والإخراج للفنان
الراحل مازن غطاس.. بهذه الكلمات قدمت الفنانة آمال قيس للجمهور الجولاني الكبير،
زميلها ومعلمها الفنان محمد بكري في أمسية الليلة ضمن فعاليات مهرجان الجولان
للثقافة والفنون..
مسرحية المتشائل لا تزال تعكس الحالة التراجيدية الفلسطينية منذ النكبة عام 1948،
وتحكي بأسلوب فني رائع بؤس الحكاية الفلسطينية، منذ تشريد الشعب الفلسطيني واقتلاعه
من أرضه، وإقامة الدولة العبرية اليهودية على أنقاض الوطن الفلسطيني.. وقد جسد
الفنان القدير محمد بكري، وهو أحد الفلسطينيين المتجذرين في وطنهم وأرضهم، حالة
النازحين الفلسطينيين وقصة طردهم من منازلهم وقراهم وأحلامهم، واستطاع أن يجسد
بأسلوب فني متميز دور عدة شخصيات في آن واحد، ونجح في نقل مسيرة النزوح والتشريد
الفلسطيني نحو لبنان وسوريا والأردن، ونقل مشاهد تدمير منازلهم واحتلال بيوتهم وقتل
أطفالهم كصورة تتجسد أمام الجمهور من خلال أداوره المتعددة التي جسدها بقوة
دراماتيكية، فبكى وأبكى معه الجمهور، وغنى وغنى معه الجمهور، وغاب عن الخشبة، وبقيت
التراجيديا الفلسطينية وحدها صامتة في ضجيج قمع واضطهاد الحاكمية العسكرية
الاسرائيلية، التي فرضت على العرب المتبقيين داخل فلسطين.بتواطؤ أنظمة الحكم
العربية خلال النكبة الفلسطينية وما تلاها من مجازر وتعزيز للوجود اليهودي داخل
فلسطين.
انتهت مسرحية المتشائل، وبقي محمد بكري يحمل مكنسته الفلسطينية معه، وبقيت عالقةً
وراءه في الجولان المحتل "الطنطورية"، "باقية" وابنها "ولاء"، الذي حولته آلة القمع
والبطش الإسرائيلية، وحولت والده سعيد ابي النحس المتشائل من قبله إلى نموذج مصغر
عن النظام العربي المتواطؤ، الى فدائي رفض العيش في ذل واقعه، كما رفضته والدته
التي اختارت الموت.. سبيلا إلى الحياة.. لتحيا وتحيا فلسطين...
على هامش المهرجان.. لقاء مع الكاتب الفلسطيني سلمان ناطور:
صور من مسرحية المتشائل:
إضغط هنا لزيارة صفحة المهرجان على الإنترنت