لو أنكَ تعلمُ !!!
قصيدة مهداة لزوجي الغالي هايل حلبي وألف الحمد لله على سلامتك!
نعيمة عماشة - كرملية الحضور جولانية الجذور
06\10\2011
لو أنَّكَ تعلمُ كم يوازي هَدْبٌ لديكَ إذ يسقطُ
لو أنَّكَ تعلمُ كم يساوي إظفارٌ لديكَ ينكسرُ !
يا وطنًا إليه ِ تعودُ أسرابُ البلابل ِ كُلَّ مساء ِ
ماذا أقولُ لها لو أغمضتْ قناديلَ السَّماء ِ !؟
يا صدرًا عليهِ أرمي خيامي،
كيفَ دونكَ يعاودني سربُ اليمام ِ ؟؟!
وكيفَ دونكَ أثقِّفُ لغتي ،وأنتَ في لغتي كلُّ الكلام ِ ؟؟!
أنا دونكَ لا أكونُ ، ودونكَ يمزِّقني الجنونُ !
وكلَّما أنَّتْ شفاهكَ أتوجَّعُ ، وكلَّما دمعتْ عيونكَ أصرعُ !
أنتَ لي كلُّ الجهات ِ، أنتَ لي إيماني وإلحادي !
وإنِّي في عينيكَ أصلِّي وأتعبَّدُ ،
فكيفَ إنْ أغمضتَ جفنًا أسجدُ ؟
لم تكن يومًا شراعي ، كنتَ بحري !
ولم تكن يومًا مجذافًا ، كنتَ أصابعي !!
أواسيكَ وأنتظرُ أنْ يُخلقَ في وجنتيكَ قمرُ وفي كفّيكَ شجرُ !
وكما عندَ ساق ِ وردة ٍ أحتبسُ،
أنْ يُشرقَ بُرعمٌ وأنْ يتفتَّحَ زهرُ !
إنِّي وإنْ صحراءً كنتَ سأستفيءُ بهدب ِ عينيكَ وأستنيرُ
ببريق ٍ ليسَ يرتحلُ ، كلَّما حجبهُ جفنٌ أتاني
من خلف ِ جفنيه ِ يستبقُ !!
أخبرني كيفَ تُحبُّ المرأةُ زوجها حدَّ العبادة ِ
وتفتديه ِ بروحها وتصلي على العتبات ِ !!
يا مَن يُطلقني في سماء ِ الكون ِ يظنني أغتربُ
فإذ بي عصفورةٌ على كفَّيه ِ قمحًا تلتقطُ !!
الأرضُ وما فيها،هل تساوي قلادةً من حروفٍ إليَّ تُهديها؟!
يا طفلي الَّذي كلماتهُ أعشقُ ،وكأنَ بحروفه ِ الأولى ينطقُ !
أصلي على شفتيهِ وأصومُ،
أن تتراكضَ في الحنجرةِ منهُ حروفُ !
وكلما أغدقني حرفًا أنذرهُ للآلهة ِ
وكلما سقاني قطرةً من غيث ٍ أستقي عطشي للمطر ِ
وأخبيء قطرتهُ في درج ِ ذاكرتي !
كم أحبكَ وعلى العتبات ِ ،كلما فارقتها أنثرُ تراتيلَ الصلاة ِ
وكي تعاودها أنحرُ فوقها رفاتَ جراحاتي !
لو أنَّكَ تعلمُ كم يوازي هَدْبٌ لديكَ إذ يسقطُ
لو أنَّكَ تعلمُ كم يساوي إظفارٌ لديكَ ينكسرُ !