اليوم العاشر للمهرجان:
أمل مرقص وفرقة رماز للرقص الحديث
مجدل شمس\الجولان - «جولاني» - 10\09\2010
ان الراحلين غداً ..انما برحيلهم
يقرّبون النهار ... لا أحد يعلم لا احد يعلم من الآتي في الدور غداً سماء المخيم عابسةٌ أحلامه مكتوبةٌ على كل جدار أطفال المدينة يلهون بلُعبةِ الموت قرب الشعار أبطال حكايات النهار نعرفهم في نشرة المساء أناسٌ عاديون يسرقون العناوين للحظة ويرحلون بعيداً ويرحلون بعيداً في زحمةِ الأسماء والأحداث والأخبار لا احد يعلم لا احد يعلم لا أحد يعلم لا أحد يعلم ولكني أعلم ... أعلم ان الراحلين غدا إنما برحيلهم يقربون النهار |
بتجسيد رائع لمأساة الشعب الفلسطيني فنياً، وانعكاس للواقع الفلسطيني يستوجب الخشوع
وتقديم كل ايات التقدير والاحترام، قدمت فرقة رماز للرقص الحديث والمعاصر ، عرضاً
مميزاً من وحي جداريات معرض السيرة والمسيرة للفنان التشكيلي الراحل اسماعيل شموط،
وزوجته الفنانة تمام الاكحل، اللذان عبرا عن الهوية الفلسطينية بكل ما تعنية من
مفاهيم وطنية ونضالية وإنسانية وأخلاقية على مستوى الفن التشكيلي العالمي.
لسنا من موقع يؤهلنا تقديم النقد والانتقاد على هذا العمل الرائع والمتميز،ولكننا
يجب ان نتحدث بلغة الضمير الحي في وجدان كل من شاهد العرض، وتفاعل معه بوجدانيات
كما تفاعل مع مجمل فعاليات مهرجان الجولان للثقافة والفنون الذي يقام لاول مرة على
الساحة الجولانية بهذه المشاركة الضخمة والكبيرة كماً وكيفاً، كانت فيه التراجيديا
الفلسطينية، التي تقتحم ذواتنا حاضرة ً بقوة. ويجب ان نقول وهذه أمانة لا بد من
قولها، ان مهرجان الجولان للثقافة والفنون الذي أقامته جمعية جولان للتنمية، بهذا
الطاقم الرائع وعشرات المتطوعين ، يفتخر بكونه حمل إلى الجمهور الجولاني بعض أروع
الانتاجات الفلسطينية والسورية المسرحية والفنية، وجعل من فعالياته وسيلةً لتعزيز
الوعي والإدراك بالحالة الفلسطينية على الصعيد الأخلاقي والإنساني، رغم وجودها
وحضورها حيةً في المشهد السوري في الجولان المحتل، ثقافياً وفنياً وسياسياً، كجزء
من الهم والوجع السوري المتناغم والمشارك للوجع الفلسطيني، بفعل ان الاحتلال واحد
لا يتجزأ في فلسطين أو الجولان السوري المحتل..
فرقة رماز للرقص الحديث التي تشرف عليها الفنانة رابعة مرقس استطاعت نقل الحكاية
الفلسطينية ونبضها الحي بالوان فنية الى صدور الجمهور الجولاني، مؤكدة "ان الحياة
ان خلت من الاحلام ليست حياة ..."
اللوحات الراقصة هي حالات تعبيرية عن حالة النزوح واللجوء الفلسطيني، وهي محاكمة فنية رائعة لمجرمي الحرب، واستعراض فني جميل لمسيرة هذا الشعب الذي يطالب بالحياة حراً، قاهراً الظلم والاظطهاد ورافعاً حقه بنيل الاستقلال وانتزاع حريته المضرجة بالدماء.. وقد ساهمت الفنانة الفلسطينية امل مرقس في العرض الراقص بصوتها وفكرها الذي حمل الموروث الشعبي والتراثي الفلسطيني الى العالمية، وحولت الأغنية الفلسطينية إلى صرح فني بحد ذاته، واضفت على سماء الجولان رونقاً وحباً ودفئاً، يقي ابناءه برودة عمقهم في المحيط العربي الشاسع.. وليس بعيداً عن بيئتها والنهج الاصيل التي كبرت ونمت داخله، في ذاك البيت الجليلي الاصيل المؤمن بالعقيدة الفلسطينية نهجاً والفكر التقدمي غذاءً، جسدت الفنانة رابعة مرقس حركة اللوحات الفنية للسيرة والمسيرة، إلى لوحات راقصة متحركة حاكت الدموع في مأقي العيون ..
اشترك في العرض الراقص طالبات تدربن وتعلمن تقنيات وفن رقص البالية على يد الفنانة رابعة مرقس، وواكبت دراساتهم الحركية وتطورهم من خلال دروس وورشات عمل على مدار 10 سنوات. وتتالف الفرقة من: سحر داموني- شفاعمرو، منى مشيعل- شفاعمرو، ساندرا رشرش – شفاعمرو، سماء واكيم – معليا، نديمة خوري - شفاعمرو وماريا دلة- كفر ياسيف...
إضغط هنا لمشاهدة المزيد من الصور