مهرجان الفنون والثقافة في الجولان - اليوم 13: هاملت والماكينة.. الحاضر حين يتقمص التاريخ - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

مهرجان الفنون والثقافة في الجولان - اليوم 13:
هاملت والماكينة.. الحاضر حين يتقمص التاريخ
مجدل شمس\الجولان - جولاني - 13\10\2010
ايهاب سلامة.. اسم عرفه المشهد الثقافي في الجولان المحتل، على مدار عامين من العمل المتواصل والدؤوب.. هنا مع بدايات تأسيس مسرح عيون في الجولان، الذي اقامته جولان للتنمية ضمن مشروعها الثقافي، حيث تحفظ خشبة المسرح بصمات هذا الفنان البسيط والمتواضع على انطلاقته في أولى إعماله ا
لمسرحية التي بدأت "بلعبة الأحلام"، التي سرعان ما تحولت بعد سنوات إلى واقع منتج لأعمال إبداعية محلية في المسرح، باشراف الكاتب معتز ابو صالح والفنانة امال قيس، وطاقم عمل رائع من الغيورين على الحالة الثقافية في الجولان...

ايهاب سلامة يلعب دور الأمير الدانماركي في مسرحية "هاملت والماكنه"، التي اعد السيناريو لها الفنان والمخرج سامح حجازي، وليس غريباً ان تنال المسرحية الجائزة الأولى في مسرحيد عكا 2010 ويمنح الفنان ايهاب سلامة جائزة أفضل ممثل، وينال الفنان إياس ناطور الذي اعد الديكور والاضاءة بجائزة تقديرية لتعزيز الانتاج الابداعي في مناطق الجذر الفلسطيني...
تراجيديا هاملت وهو امير مملكة الدانمارك، التي كتبها الاديب الانكليزي وليام شكسبير
، واحدة من أهم مسرحيات شكسبير، حيث كتبت في العام 1600 وهي من أكثر المسرحيات تمثيلاً وإنتاجاً وطباعة، فهي من كلاسيكيات الأدب العالمي، وربما ترجع شهرتها إلى العبارة الشهيرة والسؤال الذي يناجي فيه هاملت نفسه قائلاً : "أكون أو لا أكون..".

"هاملت والماكنة"، التي اعتمد فيها المخرج على مونولوجات شخصية، مستوحاة من أفكار الكاتب الألماني هاينر موللر، والكاتب المسرحي السوري الراحل ممدوح عدوان، حولت النص الى ايحاءات نقدية ثورية لواقع القهر والظلم، وعكست العلاقة بين الهم العام والهم الشخصي للإنسان، من خلال هاملت الذي كان منشغلاً بذاته المقهورة، وانتقامه من عمه قاتل ابيه، وزوج أمه التي جسدت مع زوجها القاتل فساد القيم والاخلاق الانسانية...
هاملت هو ايضاً حالة تعبيرية عن الوطن العربي.. والوطن الفلسطيني لدى المخرج وكاتب السيناريو الفنان سامح حجازي، هاملت الفلسطيني المعذب يحاول الانتقام والثأر لانتهاك كرامته وكبرياءه، وقهره، ويدعو الى التمرد على الظلم والاستبداد ووقاحة المتواطئين والفاسدين والانتهازيين، في عالم انعدم فيه الحب والوفاء والاخلاص، وساد فيه احتقار الشرفاء،
وتهميشهم، ويدعو خلال تمرده وانتقامه الشخصي الى تحمل الهموم والاوجاع تحت وطأة الظلم والاحتلال حتى زواله، ويحاول هاملت الفلسطيني الاختيار بين الموت مرتاحاً من همومه دون الم وأحلام وأوجاع، او النوم مع احلام وتطلعات اكثر ويقرر: "لا .. لن اموت..لن انتحر.. سابقي شوكة في حلوقكم، موتوا انتم، انا هنا لاحيا...".. هاملت الفلسطيني لن يموت، سيبقى يحمل حلم الراحل السوري المبدع ممدوح عدوان لمقاومة الجهل والاستبداد، وسيكبر اكثر ليصغر اعداؤه اكثر في الداخل والخارج: "مأساتي... إن كانت ستحدث، فستحدث في زمن الانتفاضة"..

إيهاب سلامة.. سيبقي الجولان يحتضنك انساناً.. ممثلاً.. مخرجاً...مبدعاً.. متمرداً على واقع الظلم... فألف تحية لك... 

 إضغط هنا لمشاهدة المزيد من الصور

 إضغط هنا لزيارة صفحة المهرجان