الجولان يكسر حصار غزة في مونولوجات وجدانية
جولاني - 18\10\2010
الليلة عرض ثان .. مونولوجات غزة الساعة الثامنة - العرض مجاني للجمهور ..
ليست وحدها قوة النص، وجمال الديكور، وجمال الاضاءة، وروحية الموسيقى، وعشق الجمهور
الجولاني وفخره بالمسرح، وليست وحدها الإمكانيات اللوجستية والمادية التي توفرت
لهذا العمل الرائع، وليس تربع القضية الفلسطينية وتراجيديا الشعب الفلسطيني
المحاصر،في الوجدان والذاكرة والوعي الجولاني، وراء هذا النجاح المتميز الذي قدمه
أطفال مسرح عيون في العمل الإنساني المسرحي مونولوجات غزة،مساء يوم امس، وانما يعود
فضل هذا النجاح الى شخصيات العمل ذاته، التي جسدت مأساة أطفال غزة، ومسحت الدمعة من
عيونهم، ولامست الحلم في عقولهم، ونقلت خوفهم ورعبهم وأمالهم وأحلامهم إلى الجمهور
الجولاني بامتياز...
الجولان السوري المحتل كان احد الاقتراحات المقدمة من مسرح عشتار في فلسطين ليكون
شريكاً في رحلة كسر الحصار عن غزة، وعرض مونولوجات غزة في الجولان، باداء اطفال
الجولان السوري المحتل، الذين استطاعوا جذب الجمهور إلى كافة حالات النص ونقله الى
مكان الحدث مباشرة داخل قطاع غزة المحاصر، عبر المؤثرات الصوتية والضوئية التي عكست
بعض جوانب الحياة هناك حيث يولد الموت وتولد الحياة..
مونولوجات غزة ولدت هناك في
قطاع غزة المحاصر،أثناء الحرب الإسرائيلية الإجرامية على غزة.. هناك تحت أنقاض
البيوت والمباني المدمرة، وعلى صدى صوت انين الجرحى ، ومشاهد الاجساد المتفحمة،
والممزعة ..هناك ولدت كجزءً من المشهد الغزاوي اليومي،بطالها كانوا اطفالا شوهتهم
الة الحرب الإسرائيلية، وقتلت البراءة فيهم .. هناك تحت انياب الحصار الاسرائيلي..
كتب الاحياء منهم بالدم والالم قصتهم التي اخترقت ولا تزال صدورنا ووعينا ، وبقينا
عاجزين كما بقى الاخرون من ذوي القربى متواطئين مع الجريمة الإسرائيلية...
خمسة اطفال من الجولان جمعهم المسرح كهواية، لكنها غزة هذه الليلة اذابت ما تبقى من
حواجز بينهم، في اقل من أسبوع واحد من التدريبات الشاقة والمتواصلة حتى ما بعد
ساعات منتصف الليل، وفي زخم فعاليات مهرجان الجولان للثقافة والفنون الذي تقيمه
جمعية جولان للتنمية لليوم السابع عشر، كان أولئك الأطفال يستحضرون ما تختزنه
مخيلتهم من مشاهد مرعبة، كانوا قد شاهدوها على شاشات التلفاز أثناء الحرب الإجرامية
الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويعيشون تخاطريا مع اطفال غزة، جنباً
الى جنب مع مدربتهم الفنانة امال قيس، لكسر القالب، وتحويل مشاعر التضامن والشفقة
والوجع الإنساني إلى عمل حي وملموس، يخترق الوجدان والضمير العالمي المحجوز عند
نقاط التفتيش الإسرائيلية، والأمريكية، لقمع صوت المذبوحين هناك..
أطفال غزة كتبوا مونولوجاتهم الشخصية، ووصفوا أوضاعهم، ليترجمها اطفال مسرح عيون،
وأطفال أكثر من 33 مدينة من مدن بلدان العالم،في محاولة لإعادة بناء حياة أولئك
الكبار الصغار في قطاع غزة، وجعل الأمل يسكن قلوبهم وأذهانهم مكان الموت اليومي في
أحلامهم..
ولاء ابو سعدة.. يارا الحلبي.. اباء منذر.. رغد سمارة... فادي دعبوس..هم إبطال مونولوجات غزة في الجولان السوري المحتل.. وشركاء لاطفال قدموا في هذا اليوم 17-10-2010 مونولوجات غزة في مرحلتها الاولى في كل من : الأردن، تونس، سوريا، اليمن، الجزائر، لبنان، أبو ظبي، المغرب، موريتانيا، زيمبابوي، بريطانيا، اسبانيا، اليونان، قبرص، النرويج، السويد، ايطاليا، هولندا، بلجيكا، هنغاريا، النمسا، المانيا، فرنسا، امريكا، كندا، الأرجنتين، كولومبيا، المكسيك، الصين، كوريا، استراليا، نيوزلندا. الناصرة، حيفا، عكا، بيت لحم، الخليل. الجولان السوري المحتل. على ان تستكمل المرحلة الثانية تحت اشراف مسرح عشتار في فلسطين الاب الروحي للفكرة والمشروع في رحلتها الى مدينة نيويورك لعرض "مونولوجات غزة" في الأمم المتحدة كل بلغته في اليوم المخصص للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29/11/2010