عرس اسمه مسرح
سميح أيوب - 23\10\2010
لا شك بان الدور الثقافي,هو دور الربط بين جذور الثقافة وتراثها,وحاضر التعبير
عنها,والتي تبدوا فيها تلك العلاقة بين أصالة الماضي والرغبة في التقدم .من خلال
الرقي إلى ألمعاصره.حيث نستشعر بمدى الحرص على التمسك بأساليب التحديث والإلمام
بمجريات الواقع,عبر سلوكيات ثقافية تتجلى بعمق مفهوم الانتماء القومي والوطني الذي
يصلنا بجذورنا ,وواقعنا . لنضع في الحسبان الأهمية الثقافية والتربوية,حيث تصبح
ثقافتنا عبر فروعها وأغصانها هي التمسك بتلك الجذور.وتكون المحرك القوي الذي يسهم
في تحديد الاختيار الوطني الذي يرعى طموحات ومطالب الجولانيين.
فبقدر هذا النجاح....هنيئا للجولان بفنانيه ومبدعيه...بمسرحة ومواقعه الاعلاميه....وأصالة
أهله وسكانه,يحق لنا الاعتزاز والفخر بكم.
كل ذلك يتجلى بنشاط مسرحي من خلال المهرجان الثقافي الذي انطلق في الجولان لتحقيق
أهداف سياسية ووطنية وترفيهية.فهو بحق محصلة طبيعية لنهضة في مجال الفن المسرحي .وجزءا
أصيلا من الحياة اليومية للمواطنين.ليصبح له مستوى إبداعي متقدم جدير بالاهتمام.
فالثقافة هي مرآة الحضارة لأي شعب, وهناك متطلبات لازدهارها,والنهضة المسرحية تتيح
ترقية الحس الفني والتعرف على قضايا المجتمع المختلفة.بتقديم أعمال مكتوبة تعالج
قضايا عديدة.
لم يكن المهرجان مختصرا على قضايا ومشاركات محلية. بل كان هناك دورا للتواصل مع
إخوة لنا من الجذر الفلسطيني.واللذين قدموا للجمهور الجولاني العديد من الفعاليات
المسرحية والأمسيات الفنية .
وبمشاعر إنسانية مرهفة,وتفاعل مع الأحداث الإقليمية ,ولنصرة المعذبون وشرح ماساتهم
,فقد تخطى مسرح عيون الجولاني حدود الجولان ليكسر الحصار عن غزة وأطفالها.الذين
كبروا مع الحرب ,التي سرقت أحلامهم وبراءة طفولتهم عبر مسرحية مستنبطة من
الواقع.وان دل ذلك على شيء إنما يدل على عمق الوعي القومي للجولانيين.
إن ما قدمه مسرح عيون الجولاني من أعمال جادة ومتميزة جمعت بين الكم والكيف بحركة
برامجية استطاعت أن تجذب المشاهد وتنال اعجابة,ليجد أسلوب عصري يضاف إلى الجديد من
التلفزة والفيديو.حيث شمولية الأعمال تلك لم تكن بعيدة أيضا عن التراث والفلكلور
ومراعاة مطالب الأطفال.
لا أزمة ثقافية في الجولان,فلدينا أنشطة فنية وثقافية في مجال الفن والموسيقى ,تسموا
بازدهار متألق.ونشاطات شبابية فعالة على الصعيد الاجتماعي التطوعي .وفعاليات تحاكي
الأزمات الاجتماعية التي تفرض علينا قسرا.
إنما هناك أشياء لاحظتها من واقع معايشتي للمهرجان,سأتطرق لها من منطلق الحرص على
نجاح اكبر في المستقبل.وهي غياب المشاركة من إخواننا في القرى الجولانية الأخرى
بشكل واسع. وهذا يتطلب البحث عن الأسباب.فمسرح عيون من الجولان وملكا لجماهير
الجولان ,فكما يجمعنا المصير والمحبة يجب أن تجمعنا الفعالية ,لنعمل سويا على تعبيد
الطريق أمام عجلة الازدهار الثقافي.
فمهرجان الجولان الثقافي هو فخر لكل جولاني,لأنه يحمل بصمات جولانية ستكون بمثابة
رسالة تجوب أصقاع الأرض,دون بطاقة مرور,تعمل على التعارف والتواصل مع شعبنا وشعوب
العالم ,مخترقة حواجز الظلم وسياسة الإغلاق والأسر المفروضة علينا.
فبالرغم من الظروف القهرية وسياسة التجهيل التي فرضت علينا.وقلة الموارد
الداعمة.فان النهضة الثقافية في الجولان تعطي عطاءها,وتؤدي رسالتها,عبر رواد اخذوا
على عاتقهم السمو بهذه النهضة.