قليل من سماء
للذي مقدس كصوت الله |
ياسر خنجر – 26\10\2010
خذ قليلاً من سماء عينيها
وانتظرها هناك،
حلماً واحداً فقط
حلماً أخير.
انتظرها بين شباك غرفتها
المزنر زعتراً وياسمين،
وشباك قلبك المنثور زعتراً وياسمين.
انتظرها،
ستحكي لك عن غيمة تعثرت في صوتها
حين هممت بالرحيل.
أتذكر؟ أتذكر كان ينهمر المطر
حين تهمس حروف اسمك..
أتذكر كيف خبأت حروف أسمها في صوتك
لتغافل العتمة وتنثرها نجوماً؟
أتذكر؟...
خذ قليلاً من سماء عينيها
وأثث قلبك بنبضة أخرى،
كل خفة من قلبك توسع السماء بما يكفي
لزواج سنونوة من صوت نبي،
فأثث قلبك من سماء عينيها
وتب عن السفر،
تب إليها،
لك في قلبها بيت من صلاة
ونوافذ لا حد لها،
لك من شفتيها رغيف خبز،
ولك دفء حضنها،
فلا تلتحف بالغياب،
ولا تستعجل السفر.
خذ قليلاً من سماء عينيها،
وانتظرها لتكمل جملتها الأخيرة..
"......................
.................. . ...."
وسؤالها المفجوع عمن سيحظى بالزفاف،
حين يكتمل النزاع بين عشب الأرض
وحضن الله في شبق الأفق،
وصبحها المنذور لعرسك.
قد ترمم،
هي
جسدك المتعب
قبل أن تجمع صوتك،
من الصدى وتستعد للسفر.
خذ كل عينيها إذاً... وانتظرها
لتحكي لك أنها قد انتظرتك عمراً كاملاً،
لأي شيء آخر
غير أن تحمل أنفاسك على عجل
وترحل وحدك هكذا... صوب البنفسج،
تاركاً وهج عينيك وشماً،
يؤثث وقتها بالدمع، يطفي لهيب الثلج،
يحرق ما ظلّ في صدرها من صلاة.
خذ أي شيء إذن وانتظرها.
انتظرها، حلماً واحداً فقط... حلماً أخيراً.
عمراً واحداً فقط...... عمراً أخيراً.
خذ كل شيء.. أي شيء
وانتظرها.
- - - - - - - - -
لم تبعثر الريح أنفاسي
لأكون أهلاً للسفر.
لم تؤثث الأرض ظلي
لأنذر لها عينيّ المرهقتين.
كان يكفي أن أعدّ قهوتي عند شبابيك الصباح
لأزوّح خطاي إلى التيه،
وأطمئن على الله في صلاة المريدين.