نبال ..شمس وبنفسج
(قراءة سريعة في كتاب – على جفن البنفسج)
بقلم – مالك صلالحه – بيت جن - 30\10\2010
( أكتب لأني أكره الكتابة فهل لي أن أمارس بحرية كتابة ما أكره..!!
أكتب لأعود الى ذاتي وأعترف لها بوجودي ..المسودات التي أمتلكها والتي لم أمتلكها
بعد ..ما زالت في حيّز البحث عن الجواب لحاجتي الى الكتابة ..فكل ما أعرفه اني أكتب
بحدود عبودية غير محدودة ..وحرية تأبى وضع نفسها تحت شعار )
هذه مقتطفات من الكلمات التي تصدرت الغلاف الاخير لكتاب " على جفن البنفسج "
للكاتبة والاديبة الواعدة الاخت نبال شمس .. الذي زينت غلافه الامامي لوحة للفنانة
الموهوبة سهاد عنتير طربيه
وقد تصدرت صفحاته الاولى نص مخاض البنفسج والذي تكتب فيه عن حاجتها الملحة
للكتابة..لتعترف من تجردها من كونها كاتبة للنص لتخاطب نصها كقارئة غريبة لا تتحمل
نزف الامومة لأوراقها !! )
كما تعترف نبال ان هذه السطور ليست تقديما ولا مدخلا ..وانما هي تترك الحرية
لحروفها من ان تقدم نفسها دون ان تلجأ الى اسم كبير ومعروف تتكأ عليه او صديق ليقدم
لكتابها حتى يكون له وقع آخر ..معلنة شكها في حقها في ان تطلق على نفسها كاتبة ..(
حيث ان حبرها ما زال يرضع رضعته الاولى من ثدي الثقافة )
ففعفوا اقول لاختي نبال ..هذه الفتاة المهذبة والمؤدبة والمثقفة ..والتي سبق وتشرفت
بمعرفتها في احدى اللقاءات برفقة اخي الشاعر تركي عامر ..عندما كانت لا زالت طالبة
في المرحلة الثانوية اذ لم تخني الذاكرة .. حيث سمعت وقرأت بعض مما كتبت وكنت معجبا
باسلوبها ولغتها وعلى قناعة انه سيكون لها مكان تحت الشمس في عالم الادب فيما اذا
سنحت واتيحت لها لها الظروف المناسبة ..والدعم المعنوي قبل المادي ..فهي تمتلك كل
المقومات التي تؤهلها لتكون كاتبة متميزة ..فنبال خريجة كلية التربية في اورانيم
وطالبة للقب الثاني في كلية الاداب في جامعة حيفا اضف الى كونها معلمة مربية ومرشدة
..
كان قد صدر للكتابة فيما مضى رواية تحت عنوان ( في صدري بركان ) هذه الرواية التي
مهدت لنبؤة ما سيأتي فيما بعد ليبرهن ان في داخل الكاتبة بركان من الافكار
والاحاسيس والمشاعر التي بامكانها ترجمتها الى كلمات ادبية جميلة ..تلك التي تحلم
باخراجها الى النور ..وها هو هذا الكتاب جاء ليؤكد صدق تلك النبؤة ..
كما لم تنسى الكاتبة اهداء كتابها الى رفيق دربها احمد مناشدة اياه ان ان يعتنق
واياها حلم الكتابة ..ثم تعود لتهديه الى طفليها " فارس وآدم " فارس الذي علّمها
طعم الانسانية..وآدم الذي نثر ايامها رحيقا وايقظ جهلها بأغلب الاشياء..!!
حيث تمخض كتابها عن 39 نصا كتب بلغة شاعرية وابداعية ميزت الكاتبة منذ خربشاتها
الاولى وهي طالبة على مقاعد الدراسة ..( لتبعثر كلماتها كالنسيم حيث لا نهر يحوي
كلماتها ولا صفصاف يفه صراعاتها ) ونبال ملتزمة بقضايا شعبها وتشاركهم هموم ومرارة
الحياة الذي يتمثل بالقمع والحرب والعنف والاحتلال فتقول ( ايا قدس انتفضي ..ايا
لحنا أوقف هزات الوتر )..
كما انها لم تنسى اصدقائها وعلى الاخص يوسف الذي اخذه الموت على حين غرة فمات غرقا
والعيون تبحث عن الصياد لانقاذه ( فمات يوسف وخفت صراخنا ولم يأت ..لم يسمع لم ينصت
فالغابة الكبيرة كانت بعيدة جدا عنا ) ثم تتباع نبال في نصها " عبثية السفاسف "
لتكشف عن سر كتابتها لتعترف وتقول (ان الكتابة هي الشيء الذي يحررني الى أعلى
ويجعلني أعيد تكوين رؤيتي )..
ثم تكشف سر الزمن الذي تختاره للكتابة في نصها " ريتا " حيث تعتبر الكتابة طقس مقدس
كما يمارسه الكهنة ورجال الدين في المعابد فتقول:( عندما ياتي المساء سأتسلل الى
مكتبي أمارس طقوس الهدوء ابحث عن ليل يحتويني وصمت أغوص بداخله ..سأمارس طقس وحده
جميل ..سأكتب حتى ينتهي حبر قلمي )
هذا غيض من فيض النصوص الجميلة والشاعرية التي دونتها الكاتبة نبال في طيات كتابها
تنثرها فوق صفحاته لتبدو كزهرات بنفسج نثرت فوق صفحات مياه نقية رقراقة ..معبرة
فيها عن روحها الاثيرية النقية كبياض الثلج لتعرف نفسها في ختام كتابها قائلة :
( انا ..لا اعرف من انا ..اشعر وكاني ما زلت متسكعة على رصيف المجهول ..انا صديقة
المجهول ..مبعثرة كتراب الجليل وفوضوية كفوضى امطار آذار ..احب التبعثر في كل مكان
وزمان ..احب نثر حبري المجنون دون قانون ..مجنونة الحلم لم احاول جمع هذنياتي بعد
؟؟!! ) ( اعيش الواقع ثم اهرب منه لارسمه بصورة اخرى ..ارسمه بصورة ترضي غروري
ككتابة النص ) ( ايماني بقلمم المرأة هو ايمان احبه واعتز به )
وفي الختام انني اشد على يدي زميلتي نبال مؤمنا بها وبقدراتها الابداعية تاركا
الفرصة امام القراء الاعزاء سبر اغوار رياض هذا الكتاب الجميل ..والتمتع بشم ازهار
بنفسجه !!