من سُعالِ الهزيمة
حسام عباس - 30\10\2010
الآن والبلادُ تجلسُ على هوامشِ هذا الطحين
الآن وفي جيوبِ الله ما زال نائماً إبداعُ الخريف
الآن ومن كفنِ التاريخ يُولدُ سريرٌ لهذا الأنين
الآن وفي دمي تَسبحُ كَسرةُ خبزٍ لم تؤذها إلا مراسيمُ الحريق
*****
يتسللُّ مِنشارٌ إلى عُنقي يَلبسُهُ نثراً تائها من الصلاة
فيطيبُ لي مُشاهدة ظلّ أسنانهِ متلعثمةً بأجسادِ الكلمات
كيف لا؟
وللأحرُفِ المبلولةِ بالأُكسجين الأخضر، قاماتُ الأنبياء
كيف لا؟
ولعلاماتِ الترقيم نزعةٌ لا تموتُ تحتَ هذا السُكات
*****
ولكن،
لماذا يَقتُلني ما يُحييني الآن من رغبةٍ في مراقبةِ السُعال؟
ألأنني من بلادٍ تنتحرُ عندَ نوافذِها تحيةُ الهواء؟
أم لأني متهورٌ يمارسُ هوايتهِ في رسمِ تفاصيلِ الاختناق؟
ولماذا يملؤني ما يَنقصني الآن من عَجز في اختيارِ الغياب؟
ألأنني من بلادٍ تنتعل أحلامَها أحذيةُ النُعاس؟
أم لأني طَقسٌ يَختبرُ رُطوبةَ كلماتهِ في عِناقِ الضباب؟
ولماذا يأتي ما يأتيني الآن من خللٍ في خلايا الانتماء؟
ألأنني من بلادٍ يَستفيقُ الجهلُ بها من أدمغةِ الحُراس؟
أم لأني جاسوسٌ وَفيّ لقصيدةٍ تتمشى فوقَ أزقةِ الأهداب؟
*****
هي الحقيقةُ يا بلادي تَغتسلُ بلعابِ طفلةٍ شقية
فتبحثُ عن حَبلِ غسيلٍ يُحدقُ في غيومِها العسلية
كي تُنشرَ عليهِ دون احتمالٍ في جفافِ الهوية
هي الهزيمةُ يا بلادي تنمو في ثيابِنا الداخلية
فتمضي نحو هُتافات الانتصاب السرية
كي تُرفعَ الرؤوسُ بانتصاراتنا القبليّه!!
*****
والآن كفي لكل هذا الهراء
أما آن لكَ أنْ تغربَ عن صدري أيها السعال؟