فوبيا الحدود
كميل خاطر – 09\11\2011
الحدود غيمة سوداء قبالة المساء ترسل برداً دون مطر، تحجب ضوء القمر.. أتحدث عن تلك
الحدود التي تخاصر منزلي بالتمام، والتي وضعت عنوة بعيد حدث
أطلق عليه حرب.. شق طريق بها وقت أن وطأت أقدام الغزاة أرضنا، وغرز سكين مكهرب
تعتليه أجهزة تصوير تبث رموزها إلى غرف تحكم داخل معسكرات تكشف شطريها.. ويسير
عليها كل ساعة دورية عسكرية بانتظام.
حدود حرمت الأحباء من اللقاء ومنحت رافضي الظلم حلماً، حلماً أحيانا ما غُنّيَ..
وبلا مواربة، بين الفينة والأخرى، وبالذات منذ نصف عقد، يدلف خبر عن ضبط كمية
مخدرات تبعث من فوق الحاجز.. من فوق السكين.. ومن هنا يضبط شخص له صلة.
حزب الله عسكرياً، وبلا الخوض بالداخل اللبناني، ولا بالسياسة، حزب قاوم وجعل متخذي
القرار الإسرائيلي وضعه في أي معادلة عسكرية، وهذا نوّص من الغرور السابق الذي
تمتعت به إسرائيل خلال عقود مضت.
وتعتلي حزب الله غيمة سوداء ترسل له برداً دون مطر وتحجب عنه ضوء القمر، حين غطى
متاجرة المخدرات مع دولة الاحتلال، أقصد مع تجار مخدرات.. الأخلاق الوطنية والثورية
تتنافى والاستغلال.. هذه وجهة نظر. أي كانت الحجة أو السبب، فالمخدرات بالعام
تستقطب الضعفاء.. الضعفاء لا هوية لهم.
المخدرات بالعام لا تضرب سوى المهمّشين الذين سلبت منهم حقوقهم، دون أن يعوا ما هي حقوقهم وكيف يحصلون عليها، فيتدحرجون إلى عالم مظلم. | |
المخدرات بالعام تبني بيتاً هشّاً وتهدم بيوتاً ثابتة. | |
المخدرات تقتل الإنسان. |
وبلا مواربة، بين الفينة
والأخرى، وبالذات منذ نصف عقد، يدلف خبر عن ضبط كمية مخدرات تبعث من فوق الحاجز..
من فوق السكين، ومن هنا يضبط شخص له صلة.
دولة الاحتلال التي قتلتني وسلبت مني أعوامي، كما آخرين، ألتقي وإياها بهذا الحد.
صحيح أن لها أسباباً ولي أسباب. لها أسباب لا تتشابه وأسبابي.. أنا أرفض قتل
الإنسان.
أما الحدود التي تخاصر منزلي ما زالت تثغرها فجوة حبذا لو تقفل.
من الاحتلال لا ننتظر شيئاً.. ولا نطلب شيئاً، كونه يسلب كل شيء.. يحارب من أجل أي
شيء.. ويدافع عن أي شيء يتراءى له عادلاً، والعدالة بالنسبة له كل ما يخدم مصالحه.
من الوطن ننتظر كل شيء عادل.. كل شيء يحمي بقاءنا وقيمنا.. كل شيء يتناسب وأخلاقنا
الإنسانية.. من الحدود أنتظر حرية، وبندقية انتماء.
وطني احميني من فوبيا الحدود.. واحمي كرامة من سقط شهيداً للوطن على تلك الحدود المصطنعة التي ما زالت تخاصر منزلي.. واحمي تلك الدموع التي نزفت شوقاً من عيون أمي.
الرصاص لا يقتلنا.. النقود والمراسيم لا تحمينا. | |
أنا بحاجة لطبيب نفسي يعالجني من فوبيا الحدود هذه. | |
وطني أنت الوحيد طبيبي...؟؟؟!!! |