ماذا نزرع في حديقتنا خلال فصل الشتاء؟ - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

ماذا نزرع في حديقتنا خلال فصل الشتاء؟
سمير عويدات – مشتل الياسمين – 22\11\2010
يتمتع الجولان بطقس بارد خلال فصل الشتاء، وهو ما يجعل عملية الاعتناء بحديقة المنزل تختلف عن المناطق المحيطة بنا. ولهذا السبب عادة ما نرى معظم الحدائق المنزلية في الجولان مهملة خلال فصل الشتاء، لأن أصحابها يعتقدون أنه لا حول ولا قوة لهم، وأن عليهم انتظار فصل الربيع لإعادة زرعها بالورود والأزهار من جديد.
هذا الاعتقاد خاطئ لأن هناك أزهارا يمكن زراعتها في فصل الشتاء، وهي تضفي جمالاً على الحديقة المنزلية لا يقل عن الأزهار الربيعية أو الصيفية، بل على العكس تماماً ذلك لأنها تتكامل مع البيئة الشتوية المحيطة والمنظر العام خلال فصل الشتاء.

«مشتل الياسمين» سيقدم لزوار موقع «جولاني» مجموعة حلقات عن الأزهار الشتوية وكيفية الاعتناء بالحديقة خلال فصل الشتاء. ونبدأ سلسلة الحلقات هذه بزهرة الثالوث.


زهرة الثالوث - Pansy

زهرة الثالوث

زهرة الثالوث، واسمها باللاتينية (Pansy)، وهي زهرة للزينة، تنحدر من عائلة البنفسج، تتميز بشكلها الطريف الذي يشبه وجه الإنسان او الهرة الصغيرة. وتتميز زهرة الثالوث ببتلاتها الثلاث التي أخذت منها اسمها. وهي ذات ألوان متعددة منها الوردي والبنفسجي والاصفر والاحمر والابيض والازرق الباهت والكحلي الداكن، وغيرها.. وهو ما جعلها من أروع الأزهار وأكثرها جاذبية.

زهرة الثالوث تعتبر من أكثر زهور الزينة في الحداثق العامة والخاصة في مختلف مناطق العالم، وهي تعيش في الغالب عامين، أي أنها من النباتات الموسمية، وتنمو في المناخات الباردة والمعتدلة، وتتميز بقوة التحمل لمختلف ظروف الطبيعة القاسية، وقدرتها على التشكل حسب مزاج المُهجن؛ مما جعل منها الزهرة المحببة للعديد من المهجنين والجنائنيين.

الوقت الحالي هو التوقيت المثالي لزراعة زهرة الثالوث، أي خلال شهر تشرين الثاني (سبتمبر)، عند انخفاض درجة حرارة الطقس، وقبل بدء موسم الأمطار. وتزرع في الأماكن المفتوحة المعرضة لأشعة الشمس أو التي تتراوح بين الشمس والظل.
تجهيز التربة مهم جداً لنجاح عملية الزرع والحصول على أزهار قوية وجميلة، لذا يجب قلب التربة جيداً قبل الزرع، للحصول على تهوية جيدة، كذلك يجب عدم البخل بإضافة الأسمدة، الأمر الذي يعجل في سرعة النمو. وتزرع الشتلات بكثافة تصل بين 16-25 شتلة في المتر المربع الواحد.

إذا زرعت زهرة الثالوث بصورة سليمة وتم الاعتناء بها كما يجب، فإنها ستزهر مرتين، مرة خلال فصل الشتاء ومرة أخرى خلال فصل الربيع، وستعطي حديقتكم منظراً غاية في الجمال.

زهرة الثالوث في الأساطير
تقول أسطورة ألمانية، أن زهرة الثالوث كانت من أطيب الأزهار رائحة، وكان الناس يسعون لقطفها والتمتع بشذاها، ولكن لأنها كانت تنمو عميقا في الغابة فقد كان الناس يكسرون الحشائش والنباتات الأخرى للوصول إليها، مما أغضب زهرة الثالوث التي طلبت من الخالق نزع رائحتها العطرة منها، ففعل ذلك وأعطاها بدلا عنها ما يشبه العينين؛ لتكون حارسة لغيرها من الزهور وحامية للطبيعة. وتعتبر بعض الشعوب أن قطف زهرة الثالوث حين يكون الندى على بتلاتها ضاراً وممنوعا، وفأل شر يجلب لقاطفها فقد شخص عزيز قبل أن يكتمل القمر، أي سريعا جدا.

زهرة الثالوث رمز للحكمة
وتعد زهرة الثالوث رمزا للحكمة، فاسمها اللاتيني "بانسي" يعني "التفكير"، وذلك لأن الزهرة عند تفتحها تشبه وجه الإنسان وهو في حالة تأمل. وقد استخدم العلمانيون والإنسانيون زهرة الثالوث كرمز لهم، فقد استخدمها الاتحاد العلماني الامريكي في القرن التاسع عشر كرمز له وفي أدبياته، واستخدمها الإنسانيون أيضا كونها زهرة هجين ولدت عبر قرنين من الزمن، عبر تطعيم البنفسج ونباتات برية، مما يوضح قدرة الإنسان على الإبداع.