من أبناء الأبالسة إلى أبناء الشياطين
عصام محمود – 27\11\2010
من بوش الأب إلى كلينتون المدلل مروراً ببوش الابن الأرعن وصولاً إلى أوباما الحائر،
جميعهم رؤساء لدوله مستبدة ومتحكمة تسعى إلى امتلاك العالم والسيطرة عليه بكل ما
تحمله هذه الكلمة من معنى، والمشترك بين هؤلاء هو مدى استعدادهم لخدمة اليهود
ولخدمة دوله صغيرة باتت أشبه بشوكة في عين الوطن العربي وسرطان في جسمه النحيل
المتهالك.
أوباما يمنح الفلسطينيين الأموال بيد، ويلوّح لنتنياهو باليد الأخرى ويشجعه على
المتابعة بالبناء في القدس الشرقية والضفة الغربية، ويشجعه على بناء بيوت
للمستوطنين اليهود وهدم بيوت العرب في كل مكان، وكأن هذه سياسة متفق عليها بينهم
مسبقاً، فهم يبنون ويساومون، يهدمون ويراوغون.
وبات واضحاً دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في جميع المجالات، فهي تُغدق عليها
بالأموال في كل سنه لتنفيذ كل المخططات التي تعجز عنها الدول العربية مجتمعةً،
وترسل لها كل الآلات الحربية المتقدمة بدون حساب، وكل ما يُعلن عن شراء إسرائيل
لآلات حربيه من الولايات المتحدة هو تمثيل مُتقن.
هذه سياسة شبه مفروضة على رؤساء الولايات المتحدة المتعاقبين على الحكم، وذلك بضغط
من اللوبي الصهيوني على البرلمان الأمريكي، والعالم يقف متأملاً يبحث عن مبرر لهذا
كله.
وفي مجلس الأمن أيضاً نجد الولايات المتحدة تمارس حقها في استعمال الفَـيتو وتُسقط
أي قرار يمس سمعة إسرائيل بسوء، أو يؤثر على مصلحة اليهود بشيء.
وإسرائيل كما تعلمون تستغل هذا الدعم لكي تُعيث فساداً في الأرض العربية ضاربة بعرض
الحائط كل طموحات العرب بالعيش بسلام وهدوء، فنجدها في فلسطين تقتلع الإنسان قبل
الشجر من أرضه، وتهيئ هذه الأرض لتُسكنَ فيها الحثالة ممن تدعي أنهم يهود، وهم في
الحقيقهة بغالبيتهم لا يمتون بصله للديانة اليهودية بل أتوا إلى هذه البلاد هرباً
من الفقر أو لأسباب سياسية منعتهم من البقاء في بلادهم. فمثال على ذلك المهاجرون من
الاتحاد السوفييتي سابقاً، فيكفي أن يكون أحد الزوجين يهودياً حتى تحصل عائلته على
كل الحقوق في الإقامة وهذا ما يزعج حتى اليهود الأصليين أنفسهم. وهذا الأمر ينطبق
أيضاً على السكان الأثيوبيين فهم وبالرغم من مشاكلهم الصحية وصعوبة تأقلمهم في هذه
الدولة، يعتبرون وكأنهم من سكانها الاصليين، وهذا فقط لزيادة عدد السكان اليهود على
حساب العرب ولكي تبدو هذه الدولة للعالم يهودية بغالبيتها، وبذلك يضيق الحصار على
العرب أكثر فأكثر.
رؤساء الدول العربية يقفون بعيداً عن هذا المشهد، معتبرين الأرض العربية المحتلة
فارسية لا تمت لهم بصلة، فهم في مجلس الأمن مستنكرون أشاوس لكل ما تفعله إسرائيل،
ولكن هذا لا يتعدى الاستنكار وكأنهم بهذا قد أكملوا واجبهم وخدموا هذه القضية بما
يكفي، وهم يتساءلون في داخلهم من جاء بهؤلاء الأبالسة إلى هذه الأرض المقدسة.