نوبة تأمّل
مسعود الجولاني - 12\12\2010
أقبلي عليّ أيّتها الكلمات المعتّقة,اقتربي منّي,لا تخافي,فأنا أقدّرك وأتقن
التواصل معك...هائمة كنتِ في رحابة الفضاء أو قابعة في جوف الكتب.فإذا كنتِ قد سئمت
الرتابة,فبين أصابعي تُولد باكورة تمرّدي,وإن عفتِ رائحة الأسطر المزيّفة,يكفيكِ
الصدق الذي يقطر من بريق عينيّ.أصدقيني الوعد... هناك على شاطئ البحر,دعينا نشرب
نخب أحرفك المكتوية بزفرات الشمس,تلك الشقيّة التي لا تملّ الغطس في أعباب البحر.
وفي غمرة انشغالي هذا بمسامرة أنوثة كلمة وخصوبة فكرة ونعومة خدّي ورقة عارية...استوقفتني
صرخة مدوّية اقتحمت غرفتي عبر النافذة,اقتربتُ قليلا...وإذ به على غير عادته,يمشي
متردّدا,وربّما في نظراته جوع وشيء من الندم ومحاسبة الذات,نعم لقد فضحته لغة الجسد
في تلك اللحظة...
كم حسدته يوما على قناعته ,اكتفائه وعفّته,وإذ بقناعته مشروطة بتصفية حساب,واكتفائه
طمعا بوعود مفرطة الإغداق,ويا لتعاسة العفّة التي تقتصر على جوارح الجسد,أيّ عفّة
وقد كانت كلماته تستجدي أنفاس المرأة؟وكانت الأنثى تنهش بخياله وتستولي على كلّ
أحلامه. وها هو الآن يخاف على محصول السنين الطوال ,وقد اقتربت النار من بيدره
الأعزل,إنّه مُشوّش,حائر, يشكّك بمسلكه وبنزاهة كل من حوله,حتّى نجوم الليل الهانئة
فقد طالت ريبتُه توهّجَها ولمعانَها...
وجدتُني أتجاهل كل تساؤلاتي وشكوكي في حواراتي السابقة... وأستنجد برحمة
السماء,طالبا أن تمنع ذلك التحوّل,راجيا أن يعود كما كان...فلا هو يقوى على تبعات
تغيير الدرب,ولا أنا تعوّدت أن أرى ملامحي بوجوه مَن حولي...
وإذ بطفلتي الصغيرة التي ملّت من تسمّري أمام النافذة المظلّلة,تُطالبني بإزاحة
الستائر,كي تسترق النظر وتروي فضولها الطفوليّ.