«الجولان في البال» أسبوع ثقافي عن الجولان المحتل في فنلندا - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

«الجولان في البال» أسبوع ثقافي عن الجولان المحتل في فنلندا
«جولاني» - 24\12\2010

شهد مركز "ستوا" الثقافي في العاصمة الفنلندية هلسنكي،
أواسط الشهر الحالي، أسبوعاً ثقافياُ مكرساً للجولان المحتل تحت عنوان "الجولان في البال"، نظمه وأشرف عليه النادي السوري الفنلندي، وهدف هذا النشاط إلى تسليط الضوء على قضية الجولان المحتل وتعريف الجمهور الفنلندي والجاليات العربية بقضية الجولان المحتل من بوابة الثقافة.

تضمن هذا الأسبوع معرضاً للتصوير الضوئي يمثل نواحي مختلفة من حياة سوريي الجولان وتكوّن بمعظمه من أعمال المصور الصحفي عاطف الصفدي، بالإضافة لبعض الصور من أرشيف مركز فاتح المدرس للفنون والثقافة وأرشيف موقع جولاني.

وجاء في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها الشاعر السوري حسين الشيخ: "... ولأننا نؤمن بأن الجولان المحتل هو سوري القلب والقالب، ولإعلاننا تضامننا المستمر مع أهلنا هناك، وصمودهم في وجه الاحتلال الإسرائيلي، نظمنا ولأول مرة في فنلندا هذا الأسبوع الثقافي، وأملنا أن تتواصل فعاليات التضامن والتأييد لأهلنا في الجولان السوري المحتل في المستقبل....
هذا الأسبوع الثقافي هو تضافر لجهود جماعية من قبل الهيئة الإدارية للنادي السوري ومن قبل العديد من المتطوعين من أعضاء النادي، نتقدم للجميع بالشكر الجزيل على هذه الجهود الرائعة لإنجاح مثل هذا الأسبوع ولأول مرة في فنلندا، ونتمنى لكم مشاهدة ممتعة ونتمنى أن نراكم في حفل الختام في السابع عشر من هذا الشهر."

إلى جانب ذلك تم عرض فيلمين عن الجولان، في قاعة مركز ستوا الثقافي – إيتا كيسكوس.

وشارك من الجولان المحتل الفنان وائل طربيه بمحاضرة عن الحياة الثقافية في الجولان المحتل، ومما جاء فيها:
".. يتنازع الثقافة في حياة الجولانيين ما يتنازعها في باقي أرجاء العالم العربي إزاء المد الثقافي العولمي والاستهلاكي، مع اختلافات وتمايزات فرضها واقع العيش تحت الاحتلال.
سيبدو الكلام عن "حركة ثقافية" كبيراً في وصف حياة عشرين ألف سوري.. إلا أن تحولات اجتماعية وسياسية أنتجت هذا الحراك الثقافي الآخذ في التحول من صدى للحيز العام إلى مؤثر ومنتج لوقائعه.".
"... يختصر سوريو الجولان مهامهم الوطنية في الدفاع عن الأرض والحفاظ على الهوية والانتماء السوريَيْن. وإذا كان شعار الدفاع عن الأرض يمتلك مفاتيح فهم وسلوك عملية وبسيطة، فإن شعار الحفاظ على الهوية يبدو أكثر تعقيداً لأنه يتجاوز رفض الهوية الإسرائيلية (كما حدث في معركة الهوية والإضراب الكبير عام 1982) إلى كل تفاصيل العيش في ظل دولة الاحتلال وينقطع، في ذات الوقت، عن كل مجريات الحياة اليومية في الدولة الأم، ويلتبس الأمر فيما يعزز الهوية وفيما يفرّط بها؛ خصوصاً عندما يصطدم بالرغبة في التقدم وإنتاج عيش أفضل.. إذّاك تغدو الثقافة ميدان النزاع الأول.
وبالرغم من كون النشاط الثقافي في الجولان المحتل ينتظم في خط مقاومة الاحتلال وتأكيد الهوية السياسية والانتماء الوطني لسوريا الأم، إلا أن نظرة أعمق إلى تجليات عديدة له تجعلنا نكتشف سماته النفعية التي تنأى بنفسها عن المكابدات العميقة والمواجهات الخطيرة التي يجب أن تتصدى لها الثقافة؛ كالخطاب الطائفي الصاعد الذي يستخدمه الاحتلال لعزل سوريي الجولان عن عمقهم العربي الإسلامي، وتستخدمه، في ذات الوقت، أجهزة الدولة الأم في تعميق ولاءات ما قبل وطنية تجاه نظام الحكم.
إن الانقطاع التام في كل تدابير الحياة بين سوريي الجولان ومؤسسات دولتهم الأم في ظل استمرار الاحتلال من جهة، والواقع المعيشي وواقع الحريات العامة وحقوق المواطنة في سوريا من جهة ثانية، يجعلان من انتماء سوريي الجولان إلى وطنهم انتماءً عاطفياً وأخلاقياً وثقافياً بالدرجة الأولى، وعليه فلا يُعقل أن تُختزل وظيفة الثقافة في ممارسة سوريي الجولان إلى هجاء العدو والتغني بطوبى لوطن غير متحقق في الواقع.
إذا كانت الثقافة تستمد قيمتها من ذاتها ومن التصاقها بهموم الإنسان وسعيه وراء المعنى، فعلى الثقافة والمثقفين في الجولان المحتل أن يرفعوا صوتهم الغائب، أو الخفيض في أحسن الحالات، في التعبير عن صورة الوطن الذي يحلمون بالعودة إلى أحضانه؛ صورة سوريا الفجر الآتي؛ الدولة الديمقراطية؛ دولة كل مواطنيها. ولن يكون للثقافة دور فعال في إنتاج معاني الهوية والانتماء والمواطنة بدون الانخراط الفعال في الحراك الثقافي الديمقراطي في سوريا وعلى كل مساحة الوطن....".

واختتم أسبوع "الجولان في البال" بأمسية موسيقية أحياها الموسيقي السوري إياد حيمور، المقيم في فرنسا، ومشاركة الأستاذ برهان حمدون – رئيس النادي السوري الفنلندي - بوصلات غنائية من التراث الموسيقي السوري.