«بيت لحم» وجهة جديدة لسياحة الجولانيين
«جولاني» - 10\01\2011
لا شك أن السياحة والاستجمام في السنوات الأخيرة أصبحا جزءا من حياة العائلة
الجولانية، حيث تقوم الكثير من العائلات، وخاصة الشابة منها، بالتخطيط مسبقاً
للقيام برحلة سياحية أو رحلة استجمام مرة واحدة على الأقل سنوياً.
وبعد أن كانت مدينة إيلات المطلة على البحر الأحمر الوجهة المفضلة لسنوات طويلة،
بدأنا نرى في السنة الأخيرة تحولاً ملموساً باتجاه مدينة بيت لحم في الضفة الغربية.
خلال زيارتي لبيت لحم الأسبوع الماضي صادفت عددا من هذه العائلات الجولانية التي
قضت عطلة نهاية الأسبوع هناك، وبدت سعيدة باختيارها هذا.
ويقول فارس، رب إحدى هذه العائلات، أنها المرة الثانية التي يقضي عطلة الاستجمام هو
وعائلته هذا العام في بيت لحم، وأنه يشعر براحة كبيرة هناك، ويورد عدة أسباب لذلك،
أهمها الأجواء الودودة التي يلمسها هناك والمعاملة الحسنة واللطيفة، وهذا يعطيه
الانطباع بأنه شخص مرحب به.
ويضيف فارس أن الطعام هو أحد أهم مركبات فترة الاستجمام، والطعام في بيت لحم ممتاز
وغني، وهناك الكثير من المطاعم الجيدة، وبأسعار معقولة جداً.
منتجع سياحي مع مسبح وساونا وحمام تركي
أما سمير فيقول عن قضائه عطلة نهاية الأسبوع في بيت لحم، أنه يأتي إلى هناك للمرة الأولى مع زوجته وأولاده، ويعتبر أن بيت لحم كان اختياراً موفقاً، حيث الفندق الذي قضى عطلة نهاية الأسبوع فيه مريح جداً، يحتوي على مسبح وساونا وحمام تركي، وقد قضى هناك ثلاثة أيام مع عائلته المكونة من زوجته وثلاثة أبنائه مقابل 2000 شيكل، وهذا يشمل وجبتي طعام يومياً، فطور وعشاء، ويشمل أمسيتين مع مطرب، كانتا ممتعتين، ولا يمكن العثور على عرض مماثل في أي مكان آخر. هذا ناهيك عن إمكانية التسوق بأسعار معقولة جداً في الأسواق الشعبية، خاصة للملابس والأخذية، بالإضاف إلى الهديا والتحف وغيرها.
السيد
جميل غريب، أحد أصحاب مطعم المغارة
السيد جميل غريب، أحد أصحاب مطعم المغارة، وهو أحد المطاعم المعروفة في المنطقة، يقول أن هناك زيادة ملحوظة في السنة الأخيرة في السياح القادمين من الجولان، وتستطيع أن ترى في السهرات التي ينظمها المطعم طاولات بكاملها من الجولان. "هذا التواصل بيننا وبين أهلنا من الجولان المحتل هو مهم جداً ويسعدنا قدمهم إلينا".
كنيسة
المهد التي بنيت فوق المغارة التي ولد فيها المسيح
(ع)
وتعج مدينة بيت لحم والمدن والقرى المحيطة بها بالسياح من مختلف أنحاء العالم،
ومعظمهم من أبناء الطوائف المسيحية الذين يأتون إليها لزيارة كنيسة المهد، وهي أقدم
الكنائس في العالم، بنيت فوق مغارة أو كهف يعتقد أن السيد المسيح ولد فيها. كما أن
هناك سرداب آخر قريب يعتقد أن جيروم قد قضى ثلاثين عاما من حياته فيه يترجم الكتاب
المقدس.
ونظراً للأهمية الدينية التي تتمتع فها المدينة فإنها تعتبر مقصداً ومحجاً لمئات
آلاف السياح سنوياً، وهذا ما أوجد فيها بنية تحتية سياحية جيدة جداً، تتكون من
عشرات الفنادق والمطاعم والمنتجعات السياحية المرموقة.
ومع أن المدينة تعتبر مركزاً دينياً مسحياً مهماً، إلا أن سكانها من أبناء
الديانتين المسيحية والمسلمة، وهم يعيشون معاً في تناغم وتعايش مدهشين، فيشارك
المسلمون إخوتهم المسيحيين احتفالات أعياد الميلاد، وتزدان المدينة كلها خلال هذه
الفترة وتلبس حلة جميلة، وتعج بآلاف السياح والحجاج من مختلف دول العالم، في أجواء
من البهجة والسرور.
قاعة
ومطعم منتجع مراد السياحي...
ونظراًً لكثرة المطاعم الكبيرة والفنادق فيها فقد تحولت المدينة إلى مركز للحفلات
والسهرات التي يحييها العديد من المطربين والمغنين من فلسطين ومن عرب الـ 48، وهي
تحولت بذلك إلى مقصد يؤمه الإخوة من عرب الداخل لقضاء عطلة نهاية الأسبوع هناك،
والاستمتاع بحضور إحدى هذه الحفلات الغنائية، مع وجبة عشاء فاخرة في واحد من
فنادقها ومطاعمها المرموقة، ثم العودة إلى ضجيج الحياة اليومية ومشاغلها.
وبالرغم من وجود المدينة تحت الاحتلال الإسرائيلي، ويتم الدخول إليها عبر حواجز
للجيش الإسرائيلي، وخضوع الداخلين والخارجين إلى عمليات تدقيق وتفتيش مزعجة جداً،
وفي بعض الأحيان مهينة، إلا أن ذلك لا يمنع السياح من القدوم إليها ومعاودة الزيارة
بعد الاستمتاع بما تقدمه من خدمات وأجواء مريحة جداً، وبأسعار مناسبة يصعب الحصول
عليها في مكان آخر في إسرائيل أو الدول المجاورة.