محاضرة عن الشعر المهجري في دار اللغة العربية
مجدل شمس\الجولان - «جولاني» - 23\01\2011
أقيمت في دار اللغة العربية وآدابها في الجولان، مساء أمس السبت، محاضرة عن شعر
المهجر، ألقاها شاعر الجولان، الأستاذ سليمان سمارة.
وتحدث سمارة عن الأسباب السياسية والاجتماعية الصعبة التي دفعت الناس إلى الهجرة
إلى العالم الجديد، وذلك طلباً للقمة العيش والعيش الكريم، "هرباً من جور الأتراك
وتسلط الآغا والبيك والمطران والشيخ والمختار"، إذ ضاقت بهم بلادهم من ظلم المستعمر
وظلم المتسلطين من أبناء جلدتهم، وخاصة في سوريا ولبنان.
وأضاف سمارة، أنه من بين هؤلاء المهاجرين كانت هناك طائفة من الشبان "تتوقد بين
جوانحهم قلوب متوثبة للحرية، وفي رؤوسهم أفاق رحبة من الفكر النير، والخيال الخصب،
أولائك كانوا من الرعيل المثقف الواعي، الذي عزّ عليه أن يعيش أسير الظلم والعوز،
فانطلق يبحث عن الحرية والاكتفاء.
وقال سمارة أن شعراء المهجر "قدموا إلى الأدب العربي الحديث تراثاً أدبياً جميلاً،
استمد من حياة المهاجرين الجديدة عناصر المضمون والشكل، فعبر عن حنينهم وشوقهم،
وتأملهم وحبهم للإنسان ولقومهم أيضاً، وفتحوا النوافذ على لغتهم وأشكالها التعبيرية،
لتهب عليها نسمة الحرية، فاستنشقت منها، واتسع صدرها لكل ما جال في خواطرهم من
أفكار، وما جاش في نفوسهم من مشاعر، و ما عبر في خيالهم من صور. وقد كانت أساليبهم
البيانية غاية في الجمال والبساطة، ومثالاً للتحليق والسمو، ورمزاً للقوة والحرية،
ومن هنا كان سر بزوغ أدبهم وتأثيره في النفوس".
وبعد المقدمة الشيقة عن تاريخ الشعر المهجري وأدباء المهجر، قدم الشاعر قراءات
شعرية جميلة من روائع الشعر المهجري، أرفقه بشرح وملاحظات حول هذه القصائد
وحيثياتها.