في رثاء
الشاب فرات فخر الدين
د. سميح فخر الدين
في حادث سير مرعب، في ليل حالك وجو ماطر يكتنفه ضباب شديد، بين القدس وبيسان، راح
ضحيته الشاب فرات سلمان فخرالدين، وكان برفقة أخيه تحرير وأخته راية. ليلة الجمعة
الفائتة (03-02-11)- له الرحمة ولكم من بعده طول البقاء.
كتبت في رثائه:
القلب يبكي والعيون تحدّق | |
في قامة همدت. وصمت يَنطقُ | |
من شدّةِ الآلام من عمق الأسى | |
ويَصيحُ مهلا يا فرات ويُطبِقُ | |
ما زلتُ أهذي! لا أصدّقُ ما جرى | |
هل فرَّق الأحبابَ موتٌ أحمق؟ | |
القلب يبكي يا فرات حبيبَه | |
والدمعُ نبعٌ لا يجف ويحرق | |
والأبُّ يبكي يا فرات بقلبه | |
والأم ثكلى روحها تتمزقُ | |
كيف ارتحلتَ عن الوجود بلحظة؟ | |
وتركتَنا نبكي وغاب المنطقُ | |
تحريرُ حاولَ أن يقيكَ من الردى | |
ويعيقَ عمدا روحَ غالٍ تُزهقُ | |
ولراية هذي الأُخيّةُ عذرُها | |
فمصابُها جللٌ وليلٌ مُطبق | |
"نادت ونادت. ما استجاب سوى الصدى | |
ودموع أعين من تسمّع تَسبِقُ | |
بين انتظار الحلم في ليل دجا | |
وسطوعِ شمسٍ دونَها لا تُشرقُ"* | |
اسمٌ بمعنى الخير أنت ونهرُنا | |
نهرُ يدِرُّ الخيرَ فيكَ موثّق | |
يا زهرة ذبُلت وأبقت روحَها | |
عطرًا وذكرًا لا يزولُ ويَعبقُ | |
إني أراك على الجزيرة دائما | |
شمسا تُضيئ وكلّ صُبحٍ تشرق | |
وعلى الهضاب أراك نورا ساطعا | |
ومصورا سرَّ الطبيعةِ يعشقُ | |
آهٍ.. يُلوعُني الأسى ويخيفني | |
من قسوة الطرقات، يومَ ستنعَق | |
يا ربُّ رفقا في أحبةِ قلبِنا | |
هذا الردى يكوي الفؤادَ. .يُفرِّقُ | |
سلمان يا رجُل المواقفِ كلِّها | |
يا قوة لا تنتهي أو تُرهق | |
يا صابرا صبرَ الرجالِ على الأسى | |
في موت ابنٍ مثلَ سبعٍ يُرزَقُ | |
تستقبلُ الأصحابَ تبدو ضاحكا | |
وكأنَّ خطبَكَ في الرجولة يُسحَقُ | |
سبحانََ من خلق الرجالَ وخصَّهم | |
بسماتهم وصفاتِهم وسيََخلُقُ |
* إقتبست هذين البيتين من قصيدة بين "الواقع والخيال" لشاعرنا الكبير د. جمال مرسي