سفرٌ موحش<br>رثاء فرات فخر الدين - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


سفرٌ موحش
شعر سليمان سمارة – 13\02\2011
إلى روح فقيد الجولان الغالي فُرات سلمان فخر الدين:

أيّها الناشطُ الفتيُّ الفقيدُ!  
  كبوةُ الحظّ يومُك المحدودُ
فاجأ القومَ والمرابعَ خطبٌ  
  سفرٌ موحشٌ قصيٌّ بعيد
وسرى في الديار حزنٌ عميقٌ  
  مذ قضى نحبهُ الوفيُّ الودود
واكفهرَّ الجولان وجهاً وجوّاً  
  إذ تناءى عنه الأبيُّ النجيد
واحةُ اليمن ما تزال تعاني  
  من دخيلٍ يحار فيه الوجود
نكّدت عيشها وفودُ المآسي  
  رُبَّ ضيف وفودُهُ تنكيد
ما أمرَّ الحياةَ عبر زمانٍ  
  أرعن الطبع قلبُهُ جلمود
كم وددنا حلاًّ لعقدة شؤمٍ  
  لكنِ الدهرُ مستبدُّ عنيد!
كم تصدّت لنا الرياح العواتي  
  والخفافيشُ والليالي السود!
كيف تصفو الأيّام رهن قيودٍ؟  
  طالما تؤلم الشعوبَ القيود
وحصارٍ يعتاص منهُ انفكاكٌ  
  وسلامٍ طريقُهُ مسدود
* * *
خالدَ الذكر عاجلتك المنايا  
  وَهيَ لغزٌ في حلّهِ تعقيد
خطفتك المنونُ عشواءَ جوعى  
  وبشرخ الصبا طوتك اللحود
وبكتك الأغصانُ ريّانَ غضّاً  
  إنما أنتَ غصنُها الأملود
حُلُمَ المجد أين منك الأماني  
  والغواني وعرسُك الموعود؟
باسماتُ الآمال راحت ضياعاً  
  واقتضى الموتُ أن تموت الوعود
* * *
خالدَ الروح يا نجيَّ العذارى  
  حَسبُ أمثالك العلا والخلود
أنت وجهُ المروءة السمح والفجرُ  
  المندَّى والكرومُ والعنقود
أنت رمزُ الإيثار نبلاً وخُلقاً  
  هكذا ينهج الأباةُ الصيد
يا فُراتَ الرجاء والخير مهلاً  
  فلقد حُرِّقت عليك الكبود
أيّها الراحلُ الحبيبُ سلاماً  
  عطّرتهُ سهولُنا والنجود
للميامين، ما توالى كفاحٌ،  
  جنّةُ الخلد ظلُّها ممدود
عظةً، يا سلمانُ، تُرجى وصبراً  
  فيك رُجحُ النهى وفيك الصمود
* * *
منِةُ النفس أن يحلَّ سلامٌ  
  مستقرٌّ وأن تزولَ الحدود
ويعودُ الغيّابُ بعد شتاتٍ  
  إن يكن في الإياب عَودٌ حميد
بهجةُ النازحين جمعٌ لشملٍ  
  ورجوعُ الجولان عيدٌ سعيد