ورشة النحت ضمن أسبوع الجولان الثقافي.. لوحات إسمنتية
تحمل تشكيلات جمالية وقضايا فكرية ووطنية
عن سانا - 20\03\2011
أكثر من 60 عملاً نحتياً كانت حصيلة ورشة النحت في الإسمنت التي أقامها محترف شغل
وفن ضمن أسبوع الجولان الثقافي حيث شكلت هذه اللوحات الجدارية المشغولة بخامتي
الإسمنت والحديد مع بعض الملونات مشهديات حوارية تسرد قصصاً عميقة آتية من صميم
الأرض السورية المليئة بالأساطير والحكايا والذكريات.
وشارك في الورشة التي استمرت أربعة أيام 18 فناناً من خريجي كلية الفنون مع مجموعة
من طلبة سورية بمن فيهم طلبة الجولان العربي السوري المحتل الدارسون في الجامعات
السورية في بناء أعمال فنية عصرية جمعوا فيها بين الحالة الجمالية وأبعاد فكرية
تتعلق بالقضايا الوطنية والقومية من بينها قضية الجولان السوري المحتل.
ورغم اكتناز الأعمال المنجزة بالكثير من تعبيرية وذاتية المشاركين إلا أنها جاءت
مفهومة وبسيطة الدلالات مع ابتعادها عن منطق الطرح المباشر ولاسيما أن مبدعيها
استطاعوا إنجاز حالات إبداعية وتشكيلات جمالية من أفكارهم المتنوعة وأساليبهم
الفنية الخاصة في صياغة العمل النحتي النصبي والتي بدت واضحة في كل عمل من الأعمال
المعروضة في ضوء اختلاف تخصصاتهم الفنية والعلمية إلى جانب تفاوت خبراتهم
ومستوياتهم وهذا ما جعل من المنحوتات المقدمة حواراً فنياً يحمل التنوع والاختلاف.
ويشير النحات مهند ديب المشرف على الورشة لوكالة سانا إلى أن هذه الورشة تسعى
لإنجاز عدة أهداف بينها التحسين الجمالي لبعض المواقع في دمشق إضافة إلى إيجاد فرصة
للقاء الفنانين بطلبة الجولان والتواصل معهم وبالتالي معالجة قضية الجولان المحتل
برؤى جمالية وفنية والتذكير بهذه القطعة الغالية من أرض سورية فضلاً عن تعريف الناس
وتذكيرهم بها من خلال تضمين هذه القضية في الأعمال وشرح الحياة اليومية التي يعيشها
أبناء الجولان السوري المحتل.
وكانت الأمانة السورية للتنمية اختارت محترف شغل وفن العام الماضي مع أربعة مشاريع
فنية أخرى ضمن مشروع روافد حاضنة المشاريع الثقافية في إطار يهدف الى تقديم الدعم
الفني والتدريبي والمادي والتسويقي لهذه المشاريع.
وأوضح ديب المشرف على المحترف أن هذه الورشة تعد استمراراً للفعاليات السابقة التي
أقامها المحترف في دمشق وغيرها من المحافظات للإضاءة على مشكلة الإسمنت كملوث بصري
وبيئي موجود من حولنا من جهة ولإثبات إمكانية تشكيل أعمال جمالية وإبداعية من هذه
المادة من جهة أخرى.
بدوره أبدى الفنان التشكيلي آزاد حمي حرصه الدائم على المشاركة في الورشات التي
يقيمها المحترف وقال.. إن هذه الورشات تهدف إلى تحويل مادة الإسمنت إلى أعمال فنية
تسهم في تغيير نظرة المجتمع لهذه المادة التي يمكن أن نطوعها ببعض الإضافات التقنية
لخدمة البيئة والمحيط الذي نعيش فيه.
وأوضح حمي الذي قدم خمسة أعمال في الورشة أن الفكرة التي يحملها العمل مهما كانت
بسيطة إضافة إلى الدرجات أو الإضافات اللونية التي تحملها خامة الإسمنت تسهم في
تحقيق هذا الهدف لافتاً إلى أهمية المشاركة الجماعية في استمداد الأفكار والطروحات
الفنية ولاسيما أن الورشة أقيمت في الهواء الطلق للمدينة الجامعية.
من جانبها قالت الفنانة صبا العنداري المتخرجة في كلية الفنون الجميلة عام 2009
والتي تشارك للمرة الأولى في ورشات محترف شغل وفن.. إن ما شجعها على هذه المشاركة
هو التعرف على مادة جديدة في العمل الفني والتي عادة لا يتم استخدامها في كلية
الفنون مشيرة إلى أهمية تطويع المواد المحيطة بالإنسان والبحث عنها وفيها لإيجاد
صيغ جمالية وفنية لها.
بينما تؤكد الشابة منال الصفدي وهي إحدى طالبات أبناء الجولان السوري المحتل أن
مشاركتها في هذه الورشة رغم انها متخرجة من معهد التعويضات السنية جاءت من منطلق
متابعتها للنشاطات الثقافية باختصاصاتها المختلفة ولاسيما أن هذه الورشة فتحت أبواب
المشاركة للجميع ولم تقتصر على الأكاديميين.
وأوضحت الصفدي أنها أنجزت ثلاثة أعمال فنية تتقاطع بشكل أو بآخر مع العنوان الرئيسي
لأسبوع الجولان الثقافي "الجولان ثقافة أرض" وقالت.. إن مجرد مشاركتي في هذه الورشة
تعني أنني مؤمنة بالجولان أرضاً عربية سورية كفكرة يتفاعل معها الناس يومياً وبشكل
دائم ولاسيما أن الأعمال المنجزة سيتم عرضها في شوارع وساحات دمشق.
يشار إلى أن ورشة النحت في الاسمنت تشكل جزءاً من فعاليات أسبوع الجولان الثقافي
الذي يستمر حتى الحادي والعشرين من الشهر الجاري ويقيمه الاتحاد الوطني لطلبة سورية
وطلبة الجولان العربي السوري المحتل الدارسين في الجامعات السورية.
وتتوزع هذه الفعاليات بين معارض للكتاب والفن التشكيلي والنحت إلى جانب معرض صور
ضوئية عن قرى الجولان المحتل التي دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية وخرائط توضح
جغرافية الجولان بينابيعه وهضابه ووديانه الجميلة وصور لأسرى الجولان في سجون
الاحتلال إضافة إلى أمسيات شعرية وموسيقية وعروض سينمائية ومسرحية وورشات عمل مع
الصليب الأحمر وحملة تطوعية لإعادة تأهيل بعض المواقع والحدائق في منطقة المزة
ودوري كرة قدم خماسية.