صوت
من تحت المقابر انا
عرين أبو صالح\ابراهيم - 30\03\2011
صوت من تحت المقابر أنا ..أنا الأم انتشلني الموت من كنف الحياة كما ينتشل الاثم
حبيبات الضمير. بكاني الصدى والدجى بكاني الأثير، وفوق نعشي تكدست الأزهار
والأكاليل.
يزهق روحي هذا النواح يا ولدي تذبحني في كفني التراتيل، لأنها تجعل عيونك الذابلة
تنزف دمعا.. تورق كل المناديل. ألبسوني الأسود وكفنوني.. انه لون الفناء لون مر
وثقيل.
نعم انطفأت دقات قلبي..كما انطفأت أضواء القناديل، فكف عن شتم القدر يا ولدي.. فليس
هناك قدر بديل. لا تلمني على فراقنا يا ولدي.. فلستانا من قررت الرحيل. إنها يد
المنون الخبيثة.. أجبرتني على الرحيل. إنها هي من اغتصبت أنفاسي وأخرست أجراس قلبي،
بحق الميثاق والمصحف والإنجيل.
نعم شل الجسد الفاني توقف نبض القلب.. تبخر الدم في العروق.. لكن ها هي روحي تضمك،
أتشعرها؟ تشتم رائحة جسدك الكهل.. تنفض عن صدرك غبار الألم والآه..تستقي ملح دمعك..
يحرق روحي دمعك. كف عن البكاء يا طفلي الكبير.. فسأظل دائما أرعاك.. من السحاب.. من
الأرض. من اللا وجود سأرعاك.
وأدعو لك بالعمر المديد..بطول البقاء
أدعو لك من حزنك بالشفاء
لما الصراخ في ذروته الآن؟؟
يستفزني هذا الصراخ ,, قل لهم أن يتوقفوا
لما قبلاتك تحرق وجناتي ويداي؟؟
أدقت الساعة العاشرة؟؟؟
هل نفذ الدمع من عيون الحاضرين؟ أم تعبت نفوسهم؟؟
استحمل نعشي؟؟؟
استبكي ثيابي وزجاجة عطري ومخدتي؟؟؟
استبكي وشاحي وقلمي وصوري؟؟؟
إنها العاشرة يا بني.. فاحشروا جسدي الأزرق الرث.. بصندوق الظلمة الأبدي، وادفنوا
أوصالي بالتراب.. رشوا التراب على قبري كما ترشون الأرز على الأبطال، وثبتوا على
قبري حجرا.. واكتبوا.. خاضت المخاض مرتين:
مرة .. بولادة الحلم الجميل، ومرة.. بولوج القلب العليل.
يا ولدي أتسمع صوت القهر يروي عطش الاسمنت والطين؟؟؟ إنه صوت قلبي يعوي على فراقك
من زخمة المقابر.. أناجيك.. من صندوق الخشب المظلم أناجيك.. استصرخك العفو.. فاعفو
عني وسامحني.. روحي غدت هشة ممزقه من طعنات آهاتك.
كفاك بكاء يا ولدي، ولملم شظايا قواك وتمرد. وصلي.
صلي الصبر والسلوان
صلي المغفرة والجنان
صلي لروحي لعلها تجد لها ترياقا للأحزان
صلي لروحي الرحمة يا ولدي في كل آن
ساشتاقك يا ولدي..