«حديقتي\نافذتي».. معرض يعالج مشكلة الألغام في الجولان
مجدل شمس\الجولان - «جولاني» - 01\05\2011
افتتح في «ملتقى ألوان» في مجدل شمس، مساء أمس السبت، معرض «حديقتي\نافذتي» لإكرام
عويدات، الذي يعالج مشكلة الألغام الإسرائيلية المزروعة في الجولان والتي تهدد
سلامة وحياة المواطنين. المعرض سيستمر حتى 15\05\2011 وسيكون مفتوحاً أمام الزوار
يومياً من الساعة الثالثة بعد الظهر وحتى الثامنة مساء.
إكرام
عويدات: حديقتي مزروعة بالألغام!!
وتقول إكرام أنها استوحت فكرة المعرض من تجربتها الشخصية هي وأسرتها، التي تعرضت في
العام 2003 لحادث انفجار لغم أرضي في حديقة بيتها الخلفية، ما أدى إلى إصابة ابنتها
مروى، التي كانت داخل البيت، برضوض في قدمها، بعد أن أحدث الانفجار ثغرة في حائط
الغرفة التي تواجدت بداخلها. وقد تركت تلك اللحظات، بين انفجار اللغم وتمكن العائلة
من الاطمئنان على مروة بأنها بخير، حالة من الألم والخوف والغضب لم تتمكن العائلة،
رغم مرور تلك السنين، من نسيانها أو تجاوزها، خاصة وأن الألغام لا تزال مزروعة على
حدود حديقة البيت الخلفية، وهي معرضة في كل لحظة للانفجار، وهذا ما يبقي العائلة
بحالة توتر دائم.
وتضيف إكرام بأن هذه المشكلة هي مشكلة الكثير من العائلات الجولانية، التي قام
الجيش الإسرائيلي بزرع الألغام بمحاذاة بيوتهم، وقد سقط العشرات من الضحايا من
أبناء الجولان نتيجة انفجارها، وكان معظم الضحايا للأسف من الأطفال.
السيد حسين أبو جبل، والذي بدا التأثر عليه واضحاً أثناء مشاهدته للوحات، قال أن
اللوحات أعادته إلى حادثة مقتل الطفل أمير أبو جبل، الذي سقط ضحية انفجار لغم بينما
كان يلعب قرب منزل أهله.
وقال السيد حسين:"إن مشكلة الألغام هي أحد المآسي التي ابتلينا بها نتيجة الاحتلال،
فقد قام الجيش الإسرائيلي بزرع الآلاف منها في محيط قرانا، وقد حصدت العديد من
الضحايا خلال هذه السنين، وللأسف لا نرى حلا لذلك في الأفق. يجب عدم السكوت عن ذلك
واستمرار التعرض لهذه القضية والحديث عنها في كل مناسبة ممكنة، وهذا المعرض إحدى
الطرق الحضارية لفعل لذلك".
وعند افتتاح المعرض رحبت السيدة إكرام بالحضور، وشكرت لهم حضورهم لمشاهدة لوحاتها،
معتبرة ذلك دعماً معنوياً مهما لها، ثم قرأت على الحضور قصتها مع الألغام فقالت:
يحكي هذا العمل عن أحداث شتاء عام 2002\2003 وحتى الآن.
الحديقة الخلفية للمنزل:
انهيار تلة الألغام ووصول التراب والألغام إلى باب مطبخي وشباك غرفة أطفالي.
مرّ الشتاء المزعج بكوابيسه.. وأتى الربيع.. وبابي الخلفي والشبابيك الخلفية مقفلة!!
وبتاريخ 15\03\2003 كان الحدث.. حيث جاء الجيش الإسرائيلي ليفرغ التراب والألغام
التي انزلقت إلى حديقة منزلنا الخلفية مع سيول الأمطار.. ليفرغ الألغام الإسرائيلية
التي زرعت بعد احتلال 1967. وأثناء عمل الجرافات الإسرائيلية خلف المنزل، في حديقتي،
كان الانفجار.. كان الانفجار المدوي بحائط المنزل، وبالتحديد بحائط الحمام.. اهتز
المنزل وقتها.. لم أدرك ماذا حصل.. التفتّ خلفي باحثة عن أطفالي.. نهاد وميلاد هنا
بجانبي، ولكن، مروة..
أين مروة؟؟
ابنتي الوحيدة مروة..
ناديت أنا ونادى والدها، وهو يحاول فتح باب الحمام بدون جدوى..
ولا جواب من مروى في الداخل.
..
مرّت لحظات كانت كأنها سنوات من الخوف والرعب..
ولا جواب من مروة..
سمير يحاول فتح الباب.. ولا فائدة..
الباب مقفل من الداخل..
ومروى لا تجيب...
..
وبعد لحظات طويلة.. مرعبة.. وقاسية... فتحت مروى الباب بصعوبة وخرجت.
الحمد لله.
كانت الحجارة المتناثرة من الانفجار تعطل فتح الباب.
"مروى.. هل أنت بخير"؟؟؟
الحمد لله إنها بخير.
أصيبت برضوض في قدمها.
سألتها: لماذا لم تجيبي نداءنا؟
أجابت: "أمي.. لم أسمع!! هل ناديتم كثيرا؟؟؟"
أجبتها: "نعم. الحمد لله على سلامتك".
كان هذا بتاريخ 15\03\2003.. وحتى الآن والسنين تمر، والخطر ما زال موجوداً خلف
بيوتنا، ويهدد سلامة أطفالنا دائما حيث يلعبون.