رجل بألف رجل قد رحل
د.جمال نمر الولي - 06\05\2011
اعذروني فقد تاخرت عليكم بالكلام بعد رحيل رجل القلم، سكت القلم، وخيم الصمت على لساني المتلعثم.
سيطان "اشتقتلكك" ايها الغالي. رحلت إلى حيث شاء القدر، إلى حيث الغيم والمطر، إلى حيث لا ألم لا كدر.
سيطان!!! يا بيرقا يمتطي على ظهر الغيوم، كيف لي أن أسمع خفقة جناحيك، وكيف لي أن أداعب زهرات الياسمين التي حلمت.
سيطان لم أعد أستطيع التحمل، فقد ضاق المكان على المكان، وعلى المدى.
سيطان صرخت بعالي الصوت، فلم يجبني إلا الصدى !!!

سيطان:
كنت أراك يا عريس عبر شاشة الانترنت، وكنت تنطق "هلا جوج"، ستبقى الكلمة تمزقني، يا عريس خضبوك بغير حنا يا عريس بفرحتو ما تهنا.
ابصرتك السنونو يا سيطان، ورقصت فرحا للعريس القادم. وانحنت اغصان الصفصاف على حروف النهر خشوعا، لكن أنا يا حسرتي أجهشت بالبكاء، واعتصر الدمع من مآقي العيون. نعم بكيتك يا سيطان، بكيت القامة الشامخة على جدران المسافات، أيها الملك المكلل بالتراب المقدس، وزهر البيلسان، سارتدي الانهار، وامتشق الرياح، وأمخر نهدات قلبي لتعبر الزفرات الى الكون الفسيح، فلن تنفرج الاسارير من كربتها. أيها المسافر إلى غيم المسافات ستهطل الارض رمانا وتفاحا، وتعبث أنت بزهر الياسمين الذي عشقت، إذهب أنت حيث شاء القدر، واتركني أداعب ذكرياتك على ترددات الزمن، ولا تدع ذكرياتي بجانبك، فلا أريد أن تغفو، فتهجر الرياح مكانها، وتهطل النسيمات ابتسامات هادئة، فيزهر ظلك بالاقحوان والبخور. هذا هو عطرك الابدي!!! ياسمين بلادي.
سيطان رحل الربيع وما ضميتك، وما ضمدتك، وما ودعتك.
لاتلمني ياسيطان فقد خانتني الدموع، فقد جفت ينابيعها. لكن سوف أبكيك إلى أن تسمع، علني أراك قادما على جنح الظلام، كالملاك تهمس في أذني،  فاصحو، فتقول إلى اللقاء يا اخي فكلانا في غربة!!!! سيطان اسمع:

في عيد الشهداء اقول رحم الله شهداءنا.