وَقْعُ الرَّدى - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


وَقْعُ الرَّدى
مُهداة إلى روح الخالة المرحومة
أُم سامر لمعات مداح , طَيَّب الله ثراها
شعر : نواف الحلبي

أَأُمَّ سامرَ هل وَقعُ الرَّدى قاتلُ
أَمْ غُربة الأوطان والعَنا نائلُ

هيَ الّليالي قَذىً تمرُّ من ها هُنا
جولانُنا فيها كَئيبُ بل ناحلُ

قُمْ يا سميرَ الهُدى صَلِّ لِرَبٍّ بَدتْ
رحمتهُ لِلْملا نبراسه الوائلُ

يا رَبُّ.. يا راحِماً عِبادَكَ فاتئدْ
إنَّ العِبادَ عَدَتْ تُعِدُّ والهالِلُ

فَلْنَنْهَلَ الخيرَ في درب الهُدى عارِفاً
مَصيرَهُ كُلُّنا – مَنْ طارِقٌ والسائلُ

فَلْنساَلَ التَّقوى من ربِّنا مَوْعِداً
عندَ الهَزيعِ تُرى يُستَقبَلُ الناهِلُ

هجودنا لِلْعُلا رَبَّاً رحيماً سَما
عَلْياؤهُ للرُّبى شفيعنا الماهِلُ

يا أُمَّ سامِرَ هَلْ فيكِ مِنَ البارئ
وَعدٌ لِشامٍ عَنَتْ وَزمناً غائلُ

رُحْماكَ ربّي فأنتَ الخالِقُ المُبْدِعُ
والعالَمينَ بقبضةِ اليَدِ حائلُ

رِفقاً بهم والْهِمِ الصَّبرَ الجميلَ الذي
بِهِ علَتْ أنفُسٌ مُخلِصةٌ – جائلُ

بِها قديرُ العِباد سائلاً عَبْدَهُ
هَلْ مِنْ شهيدٍ يموتُ ذاكراً ناهِلُ

مِنْ حِكمةٍ قد نَصَّها إمامُ الوَرى
عقلٌ هَديٌّ ومصباحٌ يرى السائلُ

يا أُمَّ سامِرَ إنَّ الفُرْقةَ صَعبَةٌ
لكنَّها مَوْعِدٌ في الجنَّةِ عاقِلُ

كونيْ سَنىً زاهياً في تُربَةٍ ضُمِّخَتْ
عبيرُها جثمانُكِ بَدا ماثلُ

في رَبْوَةٍ فيحاءَ نَهلُها طاهِرٌ
شَوقُ الأضاحي بِها مُسْتشْرِقٌ ذاهِلُ

فَلْتنزلِ الرَّحمةُ من عند رَبٍّ أبى
إلاّ بأنَّ الموتَ باقياً عاذِلُ

إنَّ العَزاءَ الذي قد بَرَّدَ جرحنا
أنْ أهلُكِ شَهِدوا بالرَّحمةِ طائلُ

تبقى الأماني لَنا منزلها عامِرٌ
في هَضْبَةٍ ترضى في قدَرٍ جاهِلُ

لا فَرْقَ في المَوتِ عندَهُ ولا مانِعٌ
في قدرةِ الرَّحمَنِ يسألُ السائلُ !...