صندوق العقيد
وليد رضا - 13\06\2011
لقد شاهدت مثل الجميع تقريبا مسلسل باب الحاره واعجبت بما قدمته هذه الدراما
الاجتماعية من امثلة واقعية عشناها قديما وبعضها يرافقنا حتى يومنا هذا. وما استحوذ
على اعجابي هو ذلك الشروع المتمثل بصندوق المعونات العامة والمسؤول عن اعالة بعض
العائلات "المستورة" ، هذا المشروع الذي يوازي بأهميته مشروع الثورة ضد الاستعمار
لانه ثورة ضد استعمار الجوع والحاجة.
وعندما قرأت في صفحات موقع جولاني "عائلة محتاجة" تذكرت هذا الصندوق خصوصا بعد
قراءتي للتعليق الذي ورد من الاخت علا والتي وضعت السكين على المفصل الصحيح بسؤالها
عن مال الوقف. أجل اين هو مال الوقف من هذه العائلات التي باتت غير قادرة على
الاستمرار بحياتها الطبيعية بسبب او اخر؟ هل المسؤول عن مال الوقف يسمع هذا النداء؟
هل هو من المشاهدين او القارئين لصفحات النت؟ وان لم يكن فهل يرى ما يطفو على سطح
الكلام؟ وهل يحاول الولوج الى العمق الصحيح لمسؤوليته؟ او ان الوقف لديه التفسير
الديني الذي يمنعه من مساعدة هذه العائلات والاكتفاء بتطوير الاماكن المقدسة وجعلها
مصالح ربحية تجعلنا نستنشق رائحة التطور عن بعد كما نستنشق رائحة الشواء التي تخيم
عليها . صدقوني ان التطوير الحقيقي في مجتمع مثل مجتمعنا هو الحفاظ على التوازن بين
الفرد والمجموعة بجميع المفاهيم ، ولدينا الآلية المثالية لهذا التوازن وهي ترابطنا
الاسري والديني.
فالوقوف الى جانب من يحتاج المساعدة ليس اختياريا بل هو فرض من فروض الاخلاق التي
تحلى بها سلفنا وجعلونا على ما نحن عليه، فاضعف الايمان العودة الى الاصل . والى
العائلات المحتاجة اقول ان لم يبحث عنكم الوقف فابحثوا انتم عنه وتوجهوا الى
المسؤولين ولا تخشوا شيئا فالمال موجود والنوايا الحسنة ايضا. فان لم تجدوا العقيد
فالاعضاوات بالخدمة ولهم جزيل الشكر.
ملاحظة:
التعقيب
على المادة بالاسم الثلاثي فقط، وذلك نزولاً عند رغبة الكاتب.