موعد ينزف وقصّتان<br>مسعود الجولاني - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


موعد ينزف وقصّتان
مسعود الجولاني - 08\07\2011
حقيبة متخمة يحضنها بيديه
، وأخرى صغيرة تتأرجح على ظهره، وشمس أبت إلا أن ترسم ظلّها على الخدّين، وما يخفيه في طيّات الصدر يفوق أضعافا كل ما يحمله في حقائبه تلك. وزهرة متمنّعة تتشاغل بفراشات الربيع في حين تحاصرها رعشات الهوى. وأنا أنتظرهما...
طابور طويل من نبض الحياة,يتقدّم ببطء ويتهادى على العشب الأخضر
، على وقع همسات أوراق الشجر وما بين أمواج بحر المعانقين، وهو يتابع موعده القدري مع الشمس، وهي تحتجب خلف وشاح اللامبالاة. وأنا ما زلت أرقب إطلالتهما...
هو يتلوّى في ركن بعيد لتشفع له ضربة حظ
، فتتهاوى قبالته عوالم رسمها قلب الأم وهو يتوق إلى عناق لا ينتهي، فلا رسائل العينين تجدي وهيهات دفء الصلوات يعيد لنا عصر المعجزات. وأنا أنظر بعينيّ الهائمتين تارة، وأستعين بصديق الجيب حينا آخر، وقد أمسى أعزّ الأصدقاء لديّ وأكثرهم قربا منّي، لكن آه من جوع العينين ومن صمت النغم المرتقب عبر الأثير. أمّا هو فأريد أن أحتضنه شوقا، وأمّا هي أهيم أن تغلّ بي عشقا، هو يداعب أمل الوعد، وهي بنقاء دلال الياسمين.
وقد صارحتها يوما أنّني أرفض التملّك
، ولكن ها أنا أبحث لها عن أعذار وقد تملّكت جموح خيالي لتتزيّن به سلسالا يتدلّى على العنق، يكتوي بعذاب القريبين البعيدين،  ويعيش على فتات عطرها الصباحي. غربت الشمس ولم يأتيا... فما بين هنا وهناك، وعلى ضفّة شغف اللقاء، ما زلت أحلم بإشراقة موعدنا القادم...