سلطان الزاهدين إبراهيم ابن أدهم (رضي الله عنه )
من رامز رباح - 19\07\2011
بسم الله الرحمن الرحيم
عاش في القرن الثاني للهجرة، وبدأ حياته ملكاً على منطقة خراسان (إيران اليوم) وكان
يُخطب له على 4400 منبر وله في كل مدينة اثنا عشر قائداً، وتحت كل قائد اثنا عشر
ألف فارس. وعندما يخرج للصيد يمشي بين يديه أربعة ألاف غلام معهم قضبان من ذهب
يخدمونه ويحيدوا الناس من أمامه . وفي إحدى رحلاته جلس شيخ في طريقة على كرسي فقال
له الغلمان: "تنحى أيها الشيخ، فقد جاء الملك"، فقال لهم: "ويحكم لا تقولوا الملك
بل قولوا العبد الضعيف العاجز". فسمعه سيدنا إبراهيم (ر) فتحرك طبع الخير في داخله
وقال لهم: "لا تزعجوا أحدا من الناس" وسأل الشيخ بشوق وشغف: "كيف يصل العبد إلى
الكل؟" فقال: "بترك الكل". فرجع من رحلة الصيد، وفي الليل ترك ملكه وزوجته وولده
الذي كان طفلا في السرير وخرج زاهدا في الدنيا فوجد راعيا، طلب منه أن يأخذ ثيابه
ويعطيه ثوبه لكي لا يعرفه الناس. وأخذ يترقى في الدرجات التوحيدية حتى وصل إلى أعلى
المراتب. وهو من أكابر مشايخ الصوفية أمثال أبي يزيد البسطامي ومعروف الكرخي
والفُضيل بن عياض (رضي الله عنهم ) .
توفى في مدينة جبلة على الساحل السوري ودفن جثمانه الطاهر هناك. ومقامه في منطقة
بانياس بمثابة مقعد وليس مدفناً، حيث كان يجلس تحت الشجرة المباركة الموجودة إلى
الآن. واعتاد أبناء الجولان عند حل بعض الخلافات وتوجب حلف اليمين على أحد المتهمين
يأخذوه إلى مقام السلطان إبراهيم (ر) ليحلف يمينه هناك لأنه صاحب كرامة كبيرة عند
الله تعالى. وبعد الاحتلال للهضبة السورية، قامت سلطة حماية الطبيعة بالتعدي على
حدود المقام مضيقة عليه، بحيث يصعب على الزوار إيفاء نذورهم بطريقة مريحة. وهذا أمر
غير لائق ولا يمكن التغاضي عنه والسكوت عليه خصوصا بعد التعدي السافر الذي قام به
المتدينون اليهود بالأمس تاريخ 18/7/2011 وكسرهم البوابة الرئيسية، محاولين التعدي
على قدسية المقام فتصدى لهم أبطال الجولان الذين تواجدوا في المكان وطردوهم بالقوة
.
ومن أقواله (ر): "الزهد في الدنيا ثلاثة أحرف ز. ه. د. أما الزين فترك الزينة وأما
الهاء فترك الهوى وأما الدال فترك الدنيا". وقال: "المال سمي مالاً لأنه استمال
أهله عن طاعة الله تعالى" .
وكان يطوي ثلاثة أيام بدون أكل ويقول: "يا مؤمنون، ارضوا بيسير من الدنيا مع سلامة
الدين كما رضي أهل الدنيا بيسير من الدين مع سلامة الدنيا". وقال: "الدنيا أولها
بكاء وأوسطها عناء وأخرها فناء".
وكان يقول : لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن عليه من الغبطة والسعادة الروحية
لقاتلونا عليها بالسيوف .
ورأى في منامه سيدنا جبرائيل (عليه السلام ) فقال له: "ماذا تفعل هنا في الأرض؟"
فقال: "جئت لأكتب أسماء المحبين لله تعالى". فقال (عليه السلام): "هل ستكتب اسمي
معهم؟" فأجابه ليختبره: "لا" . فقال له: "ضع عنواناً أخر اسمه محب المحبين وضعني
تحت هذا العنوان". فرد عليه: "ما جئت إلا لأضعك في رأس القائمة" .
ومن أحد الكرامات الكثيرة التي حدثت معه بأنه قصد حلاقاً ليحلق رأسه فبدأ الحلاقة
له، وقبل أن يُكمل دخل زعيم البلدة وقال للحلاق: "أحلق لي رأسي" فقال: "حتى أكمل
رأس هذا الدرويش" فضرب الزعيم الكرسي برجله من تحت سيدنا إبراهيم ،فوقع على الأرض
وبدأ الحلاق يحلق رأس الزعيم ، وقبل أن يُنهي هاج حصانه واشتد هياجه فخرج ليسكته
فرمحه الحصان فقتله، فقال الحلاق لسيدنا إبراهيم (ر)متعجباً: "دعوت عليه يا درويش"
، فقال : "لا ولكن الله غيور على أوليائه". ولا شك أن الذين يتعدون على مقامه
سيواجهون أسوأ مصير.
رضي الله عنه ونفعنا ببركاته وأعاننا على حماية قدسية مكانه .